تدوينة رياضية

سمير شوقي: ترهيب الحكام بتوقيفهم لمدة طويلة كطريقة لتطويعهم ظهر بشكل جلي في مباراة الوداد و”الماص” بحرمان الأخير من ضربة جزاء

قال: استبعاد الفيفا لكل حكام الساحة في المغرب من التواجد في كأس العالم أكبر مؤشر على إفلاس منظومة التحكيم في المغرب

كتب سمير شوقي الكاتب الصحفي والمنخرط في نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم، عن التحكيم في البطولة “برو” وقال:

اللهم إن هذا منكر
اللهم إني قد بلغت

سبق وحذرتُ في تدوينة سابقة من انزلاقات البرمجة والتحكيم في هذا المنعطف الحاسم من البطولة وقلت انه يتم إنهاك خصوم نادي الوداد قبل مواجهته كما حصل مع المغرب الفاسي، وظهر ذلك جلياً في مباراة الأمس وتبين أننا لم نكن نتكلم من فراغ، وأكد التحكيم تخوفاتنا بحرمان الماص من ضربة جزاء واضحة ليغير نتيجة اللقاء ويؤثر بشكل مباشر على المنافسة حول اللقب. كمسير سابق ومنخرط حالي في نادي الرجاء الرياضي وهو النادي الوحيد المعني بالسباق نحو اللقب، أندد بما يلي:

أولاً، فرض برمجة تخدم مصلحة نادي واحد وتخول له اللعب متى شاء في ضرب صارخ للمادة 21 من قانون المنافسات.

ثانياً، نسف المنافسة الشريفة بالتغاضي عن تضارب المصالح، لأن رئيس العصبة هو في نفس الوقت خصم وحكم ويخدم مصلحة فريقه أولاً على حساب الأندية الأخرى عن قصد أو عن غير قصد وخاصة اتجاه نادي الرجاء لأنه هو المعني الوحيد بالسباق حول اللقب.

ثالثاً، ترهيب الحكام، من طرف اللجنة المركزية للتحكيم التابعة للجامعة، وذلك بتوقيفهم لمدة طويلة كطريقة لتطويعهم، كما شاهدنا في مباراة الأمس التي حُرم فيها نادي المغرب الفاسي من ضربة جزاء واضحة والفوز. ولعل استبعاد الفيفا لكل حكام الساحة في المغرب من التواجد بكأس العالم أكبر مؤشر على إفلاس منظومة التحكيم بالمغرب. فهل أذكركم أنه ولا حكم مغربي قاد نهاية عصبة أبطال أفريقيا خلال ال 15 سنة الأخيرة؟ لذلك يبقى اللجوء لتحكيم أوروبي في مباراة الديربي هو الطريقة الوحيدة لتفادي أي انزلاقات واحتقانات قد تكون عواقبها وخيمة.

إن مثل هاته الممارسات تخلق إحساساً “بالحكرة” يخلق التشنج ويجعل أجواء المنافسة مشحونة، في الوقت الذي يجب أن تساهم الرياضة في انتشار قيم التعايش والتسامح والروح الرياضية كما أكدت توصيات الرسالة الملكية لسنة 2008. لكننا ابتلينا بمسيرين يتاجرون بالمتنفس الوحيد لملايين المغاربة وهو كرة القدم.
و ليتحمل كل واحد مسؤوليته، فالتاريخ لا يرحم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى