فيديو.. الرجاء.. 10 سنوات من الأزمة المالية كيف بدأت ومن هم صناعها؟ بالوثائق (الحلقة 15)
الحلقة الـ15.. الزيات رفع كتلة الأجور وعمق الأزمة و"حط السويرتات"
الحلقة الـ15.. الزيات رفع كتلة الأجور وعمق الأزمة و”حط السويرتات” (الفيديو أسفل المقال)
تقديم:
يعيش الرجاء الرياضي لكرة القدم، أزمة مالية خانقة، خاصة في السنوات الأخيرة، ما تسبب في مشاكل إدارية كثيرة ألقت بظلالها على الشق التقني أيضا، والمثير للاستغراب هو محاولة كل رئيس تولى الإشراف على إدارة النادي، التملص من المسؤولية وتبرئة ذمته، بإلقاء اللوم على الآخر في الخرجات الإعلامية، حتى أصبحت وسائل الإعلام بمثابة ساحة حرب بينهم جميعا، بتصريحات وتصريحات مضادة، وأحيانا اتهامات وصلت حد اللجوء إلى القضاء، والمثير في الموضوع هو أن في خضم هذه “المعمة” ورغم تراجعه في فترة من الفترات، ظل الرجاء شامخا، واستطاع الوصول إلى “البوديوم” أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، ما يجعله الاستثناء في المشهد الكروي المغربي، ومهما ساءت أوضاعه إلا أنه يستطيع إسعاد جماهيره المتعطشة للألقاب دائما..
في زاوية “سبيسيال رمضان” للشهر الكريم، اختارت الجريدة الإلكترونية “سبورتايم” أن تسلط الضوء على 10 سنوات من الأزمة، بحلقات مكتوبة تتضمن معلومات عن كل كبيرة وصغيرة، ومرفقة بمقاطع فيديو تضم شهادات رجال إعلام واكبوا الأزمة منذ بدايتها إلى الآن، أي منذ عهد عبد السلام حنات إلى غاية الفترة الرئاسية الحالية لرشيد الأندلسي، كيف بدأت ومن هم صناعها؟ لنكتشف ذلك..
الانتدابات المعقلنة والتجديد مع الركائز
نهج النادي في فترة رئاسة جواد الزيات، سياسة العقلنة في التعاقدات، إذ كان يضع ميزانية محددة، ويحدد عدد الانتدابات في كل فترة انتقالات، ومع ضغط جماهير الأخضر بالمحافظة على ركائز الفريق، خاصة بعدما عاد إلى الواجهة بعد فترة صعبة، وأصبح ينافس على الألقاب من جديد، وكذلك في ظل الدعم الجماهيري الكبير، أصبح من الضروري التجديد مع الركائز.
كان المكتب المسير متفائلا جدا بالموسم، بعدما استطاع الفريق التوقيع على مشاركة رائعة في عصبة أبطال إفريقيا، بعدما غادرها آخر مرة في عهد محمد بودريقة من الدور التمهيدي، مع حادثة ظلت راسخة في الذاكرة، وهي الصفعة القوية التي تلقاها “الرجاوي الطموح” من طرف حسن حمار رئيس وفاق سطيف الجزائري، والإرهاب الذي عاشته البعثة الرجاوية في الجزائر، إلى جانب المشاركة المتميزة في كأس محمد السادس للأندية الأبطال، وهي المنافسة التي شكلت أملا كبيرا للزيات ومن معه، من أجل القضاء على الأزمة المالية، والوصول لهدف الرجاء يسير الرجاء، نظرا للقيمة الكبيرة للمكافأة المالية والتي تبغ 6 مليار سنتيم، ناهيك عن المنافسة على لقب البطولة، كل هذا جعل الإدارة تقدم على خطوة ستكون فيما بعد طامة كبرى، في ظل عدم توفير موارد مالية في الحالات الاستثنائية، وهي التجديد للركائز بعقود ثقيلة.
بودريقة “عاشق الأضواء” وهاجس النجومية والزيات للرد
على غرار سعيد حسبان، بدوره عانى جواد الزيات من الرئيس الأسبق بودريقة “عاشق الأضواء” وجمهوره المتفاني، إذ بمجرد ما “ميستر ماركوتينغ”، تحدث عن الديون الكثيرة التي تسببت في أزمة الرجاء الخانقة، والتي تعود في مجملها لفترة “نجم الفيسبوك”، حتى أعدت الصفحات (تسير من طرف مجهولين) العدة لشن هجومات كبيرة على الرئيس ومكتبه، وأصبح الرجاء يحارب من طرف فئة صنفت نفسها مدافعة عن النادي، لكن في الوقت ذاته كانت تدس السم في العسل، إذ كانت تضعف الإدارة وتفقدها هيبتها، كما تسببت في ظاهرة جديدة، الدفاع عن مصالح اللاعب المحمي بعقد احترافي على حساب مصالح النادي، حتى تقوت شوكة بعضهم خلال مفاوضات تجديد العقود، كل هذا لغاية وحيدة وهي محو جملة “بودريقة غرقها’‘ من الوجود، وأهلا بـ”المغرق الجديد“، أما النادي فجمهوره الحقيقي يرثي لحاله، ووقف حائرا في الوسط.
“الزيات حط السويرتات إلى مقدرتيش على الفرقة عطا الله للي يشدها”
لا شك أنكم تذكورن هاته العبارة، والتي جاءت على لسان “نجم الفيسبوك الحاج بودريقة“، في الفيديو الشهير من الديار المقدسة، والذي سبق وأدرجناه في حلقات سابقة، هذا التصريح الذي وجهه ”الحاج” لحسبان بعد أيام قليلة من توليه الرئاسة، بعد كشفه للأزمة الخانقة التي غرق فيها النادي.
قامت تلك الصفحات بترديدها من جديد، وهذه المرة وجهت للزيات، الذي أكثر من خرجاته الإعلامية، ثارة في منابر رسمية، وثارة أخرى في “لايفات الفيسبوك”، سواء مع أصحاب صفحات كبيرة أو مع صفحة الأنصار، وهنا سقط الرئيس في الشعبوية، التي كان مترفعا عنها في بداية فترته، لتنطلق حملة “حط السويرتات”، وبعد الضغط الكبير استجاب الزيات “وحطهم”.
تصريح الزيات الشهير بعد الاستقالة
“يمكنني القول أن 80 في المائة من المشاكل التي يعيشها الرجاء إلى يومنا هذا تسبب فيها ذاك الرجل (لم يرغب في ذكر اسم بودريقة)، وأتوفر على لائحة بكل النزاعات، استطعنا تنظيف جزء منها يصل إلى 25 مليون درهما، فيما ما يزال 27 مليون درهما، القديوي وحده له فيها 900 مليون سنتيم”.
التقرير المالي الصادم.. رفع كتلة الأجور ووباء “كوفيد 19”
جددت إدارة الرجاء عقود ركائز الفريق، بعد ضغط كبير من جمهور الرجاء، بمبالغ مالية كبيرة، هي الأعلى بين كل أندية البطولة الوطنية الاحترافية، علما أن النادي ما يزال غارقا في الأزمة المالية التي تركها بودريقة بمثابة حدبة الضهر، واضطر الزيات إلى مجاراة جمهور “الفيسبوك”، واتخاذ قرارات شعبوية وقف قبله سعيد حسبان ضدها بسياسته التقشفية.
الزيات ومن معه عندما أقدموا على هذه الخطوة، لم يكن في حسبانهم أن وباء قادم، سيعصف باقتصاد دول رائدة عالميا، وأندية كبيرة، والحديث عن فيروس “كورونا” المستجد، الذي أوقف عجلة العالم، وتسبب في خسائر مالية كبيرة، اشتكى منها أكبر وأغنى الفرق في أوروبا والعالم، بسبب غياب الجماهير عن الملاعب، وتدني مؤشرات البورصة ما انعكس على الشركات الراعية وكل ما رافق الوباء، فكيف ستكون حالة فريق يكافح بموارد محدودة من أجل الخروج من الأزمة الخانقة؟ في بلد لا تعتبر فيها كرة القدم مجالا مفتوحا للاستثمار.
شكل ارتفاع القيمة المالية لرواتب اللاعبين ومنح التوقيع، بالإضافة إلى المنح العامة للفوز في المباريات، النقطة السوداء في التقرير المالي، علما أن النادي حقق عجزا كبيرا في المداخيل، بسبب الوباء، والذي حرمه من مداخيل كبيرة مصدرها الجماهير.
وأولى الصدمات التي حملها التقرير المالي هو ارتفاع قيمة العقود ما بين سنة 2019 و2020 بخمسة ملايير و900 مليون سنتيم، ما ساهم في ارتفاع المديونية من 6 ملايير في السنة الماضية إلى 7.9 ملايير، إلى جانب تحقيق عجز بقيمة 400 مليون سنتيم.
الزيات يفشل في رهان 0 نزاعات
تمكن المكتب المسير، من تسديد أحكام نزاعات كثيرة من فترة بودريقة، لكن في الآن نفسه فشل جواد الزيات الرئيس المستقيل في الحفاظ على سجله بصفر نزاع، كما سبق ووعد بذلك مع بداية فترته التسييرية.
ونجحت الإدارة في تأدية مبلغ 25 مليون درهم خلال الموسمين السابقين، فيما ما يزال النادي مدانا بمبلغ 31.216.417 مليون درهم، حسب ما جاء في التقرير المالي، وبينما يتوفر بودريقة، على حصة الأسد في النزاعات التي يعاني منها النادي إلى يومنا هذا، بسبب عدم تأديته لمستحقات اللاعبين الذين تم فسخ عقودهم في فترته، بالإضافة لأولئك الذين وقع لهم بمبالغ مهولة وغادروا الأخضر فيما بعد، فإن مكتب “ميستر ماركوتينغ” أضاف 3 نزاعات جديدة، ويتعلق الأمر بكل من اللاعب ليما مابيدي، والمدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو الذي كان انفصل بالتراضي مع النادي، غير أنه لجأ للجنة النزاعات التابعة للاتحاد الدولي ”فيفا”، بعدما أخلفت الإدارة وعدها بتسديد المبلغ المتفق عليه في التاريخ المحدد، فيما أساء التعامل مع ملف المدرب محمد فاخر الذي تسبب الرئيس السابق سعيد حسبان في نزاعه.
وفيما يخص اللاعب سيف الدين العلمي، فلم يدرج نزاعه في التقريرين الأدبي والمالي، بحكم أن الملف ما يزال رائجا في غرفة النزاعات التابعة للجامعة الملكية المغربية للكرة، ولم يبث فيه بعد، إلى جانب أن اللجنة القانونية للنادي أفشلت مساعي اللاعب في اللجوء إلى “فيفا” بحكم أنه يندرج ضمن النزاعات المحلية بعقد مغربي وليس أجنبي.
ملاحظة: “فلوس” بيع بانون صرفت في تسديد جزء من منح توقيع اللاعبين، باستثناء الورفلي ومالونغو ونغا ونغوما، إلى جانب خصم مستحقات الوكيل الذي جلب العقد.
الوثائق التي تؤكد ما جاء في الفقرات السابقة
لمن فاتته الحلقات الماضية.. اضغطو على العناوين:
الحلقة الأولى.. غلام يسلم مشعل الرئاسة لحنات بفائض مليار سنتيم في خزينة النادي
الحلقة الثانية: إخفاق.. عجز.. و”باسطا”
الحلقة الثالثة: بودريقة “الرجاوي الطموح” من المدرجات إلى كرسي الرئاسة
الحلقة الرابعة.. “الموندياليتو”.. الوصول إلى القمة وبداية السقوط
الحلقة الخامسة.. عدم استثمار “العالمية” وسقوط حر لبودريقة
الحلقة السادسة.. بودريقة.. الراعي الرسمي للخراب المالي والتقني في الرجاء
الحلقة السابعة.. بودريقة.. جمع الهروب الكبير بعدما “غرقها”
الحلقة الثامنة.. حسبان.. المواطن الصالح
الحلقة العاشرة.. شكاية ضد بودريقة باختلاس أموال الرجاء
الحلقة الـ11.. حسبان.. 0 درهم.. تخفيض الأجور والمديونية.. لقب (وثائق)