تدوينة رياضية

أشرف القرشي.. شغب الملاعب .. دماء لاتزال سائلة ومقاربة أمنية شبه فاشلة

كتب الزميل الصحفي أشرف القرشي عن فشل الأمن في احتواء شغب مباراة أولمبيك آسفي والكوكب المراكشي وقال:

شغب الملاعب .. دماء لاتزال سائلة ومقاربة أمنية شبه فاشلة

هنا حاضرة المحيط، هنا ترقرقت الدماء على لحى إخوان لنا أعلنوا انتمائهم الكروي لفريق مدينة البهجة، يرى مجرموا أحداث « الشماعية » وهذا يلزمهم، أن فيه جرما يستوجب القصاص بحد السيف، هنا سالت دموع رجال دفعوا كبريائهم أمام بريق سيوف فوق رؤوسهم، كون هذه الكبرياء لن تغنيهم من الاعتداء، واستجدوا أشباه رجال دفعوا رحمتهم أمام أعزاء قوم ذلوا، كونهم لم يعُ معنى الرحمة، إن هم ثقفوها.

بين هذا وذاك، تتراقص بيابي العين ذات اليمين وذات الشمال، باحثة عن جان حقيقي لهذه الجناية المرفوضة، غير الجناة الذين رأيناهم جميعا، كل من جهته يسعى إلى رمي ثوبها على شماعة خصمه ليطيح به في غيابة الجب، في استغلال وتسيس صريح ومباشر للواقعة، هنا استوجب علي وعلى كل من له وعي بما يدور في دهاليز اللعبة أن يحرك قلمه ويشير للمسؤولين عن هذه الواقعة، والذين هم في نظري وأتحمل كامل مسؤوليتي أجهزة الأمن بمقاربة أمنية أثبتت فشلها مع استمرار شغب الملاعب.

سيكولوجية الجماهير ليست كسيكولوجية الفرد، فالجماهير إذا ما اجتمعت على رأي واحد وزيدَ على إجماعها وقود التعصب لهذا الرأي، غاب وعيها وغاب حسها بالعواقب، ووجب التعامل معها باعتبارها تُقرر ثُم تُنفذ دون التفكير في التبعات، وبشكل ضمني ساهمت أجهزة الأمن في وقوع الكثير من المجازر التي رأيناها في الملاعب لسببين:

الأول هو أنها تتعامل مع الجماهير كما لو كانت فردا، فالصد والضرب والاعتقال قد يُعيق الفرد ويُثنيه عن غيه، لكن لا يجدي جدواه مع الحشود.

أما الثاني فاستسهالها لقوة الجماهير، فالظن بأن الجزر سيردع فردا يردد أهازيجا مفادها أنه على استعداد للموت والسجن في سبيل ما سظنه هو دفاعا عن انتمائه، ظن غير صائب، ولا يمكن أن يسري هذا الظن على جماهير غفيرة إن لم يجدي مع فرد.

وحتى أكون ذا نفع نسبي، أنا أقترح الحل الذي أراه مناسبا من وجهة نظري، الحل هو التوعية والتحسيس وثقافة “بالتي هي احسن”، أعتقد أنه صار من المفروض أن تستبدل الأجهزة الأمنية العصى بالقلم، وأن تسير نحو تعبئة شاملة عبر الإعلام والمؤثرين، لتوعية وتحسيس الجماهير بأن الإنسانية هو الانتماء الأول، وما دونه من انتماءات تبقى فرعية فقط، لا تثريب على من اعتنقها لكن يجب عليه تركها إذا كان فيها مساس بالإنسانية الإنتماء الأسمى.

فلتعلم الأجهزة الأمنية أن وسائل الردع العنيفة لم تعد مؤثرة في زمننا هذا، إن إيجاد حل بديل للهراوة في المقاربة الأمنية اليوم، خاصة في التعامل مع الجماهير بات ضرورة ملحة، ذلك أن الجماهير تشكل خطرا حقيقيا إذا ما اجتمعت على رأي مغلوط، فماذا تنتظر الدولة اليوم وقد كانت رصاصة واحدة كفيلة بإشعال فتيل حرب عالمية في أواخر الألفية الثانية.

#لا_أخلاق_لا_رياضة
#الإنسانية_تفوز_دائما
#لا_نامت_أعين_الجبناء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى