فيديو.. الرجاء.. 10 سنوات من الأزمة المالية كيف بدأت ومن هم صناعها؟ (الحلقة 9)
الحلقة التاسعة.. حسبان يزيح الستار عن الأزمة الخانقة وبودريقة يرد بـ"حط السويرتات عطا الله للي يشد الفرقة"
الحلقة التاسعة.. حسبان يزيح الستار عن الأزمة الخانقة وبودريقة يرد بـ”حط السويرتات عطا الله للي يشد الفرقة” (الفيديو أسفل المقال)
تقديم:
يعيش الرجاء الرياضي لكرة القدم، أزمة مالية خانقة، خاصة في السنوات الأخيرة، ما تسبب في مشاكل إدارية كثيرة ألقت بظلالها على الشق التقني أيضا، والمثير للاستغراب هو محاولة كل رئيس تولى الإشراف على إدارة النادي، التملص من المسؤولية وتبرئة ذمته، بإلقاء اللوم على الآخر في الخرجات الإعلامية، حتى أصبحت وسائل الإعلام بمثابة ساحة حرب بينهم جميعا، بتصريحات وتصريحات مضادة، وأحيانا اتهامات وصلت حد اللجوء إلى القضاء، والمثير في الموضوع هو أن في خضم هذه “المعمة” ورغم تراجعه في فترة من الفترات، ظل الرجاء شامخا، واستطاع الوصول إلى “البوديوم” أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، ما يجعله الاستثناء في المشهد الكروي المغربي، ومهما ساءت أوضاعه إلا أنه يستطيع إسعاد جماهيره المتعطشة للألقاب دائما..
في زاوية “سبيسيال رمضان” للشهر الكريم، اختارت الجريدة الإلكترونية “سبورتايم” أن تسلط الضوء على 10 سنوات من الأزمة، بحلقات مكتوبة تتضمن معلومات عن كل كبيرة وصغيرة، ومرفقة بمقاطع فيديو تضم شهادات رجال إعلام واكبوا الأزمة منذ بدايتها إلى الآن، أي منذ عهد عبد السلام حنات إلى غاية الفترة الرئاسية الحالية لرشيد الأندلسي، كيف بدأت ومن هم صناعها؟ لنكتشف ذلك..
حسبان يدق ناقوس الخطر ويكشف حقيقة الأزمة الخانقة التي تسبب فيها بودريقة
كما أشرنا في الحلقة السابقة، وجد حسبان نفسه في ورطة كبيرة، عندما وقف على حجم المديونية الكبيرة، إلى جانب العجز الذي جاء في تقرير “سي الحاج”، وتتعلق بديون اللاعبين والموردين والفنادق والأدوية والتنقلات والمصبنة والتزامات لا تعد ولا تحصى، ليتعاقد مع مكتب افتحاص، من أجل ضبط الأرقام واكتشاف جميع الاختلالات الموجودة، ليتوصل الرئيس بعدها بتقرير أسود، يفيد بأن النادي يعش الإفلاس بالمعنى الحرفي، بعد أن دخل في أزمة خانقة.
كان على حسبان أن يسدد مبلغ 7 مليار سنتيم ونصف، حسب ما صرح به آنذاك، مباشرة بعد تقلده المنصب، وبشكل مستعجل، والحديث عن تاريخ 30 يونيو 2016، إلى جانب مديونية تفوق 16 مليار سنتيم، ناهيك عن قيمة العجز الحقيقي في التقرير وهي مليار و900 مليون سنتيم، كانت نتيجة لتسيير عشوائي يفتقد للحكامة والحكمة والنضج، إذ تسبب “الهارب الشاب” في السنة الأولى من فترته في عجز بقيمة 400 مليون سنتيم، وفي السنة الثانية تفاقمت إلى 500 مليون سنتيم، واستفحلت في السنة الثالثة ووصلت مليار و200 مليون سنتيم، وفي السنة الرابعة مليار و900 مليون سنتيم.
حرب التصريحات بين حسبان وبودريقة
كشف حسبان عن الأزمة المالية التي يعاني منها الرجاء (عجز+مديونية)، في ندوة صحفية، وكان هذا تحديدا بعدما أخل بودريقة بالتزامه معه، وهو تسليمه مبلغ 400 مليون سنتيم ليشرع في العمل، لكن التقرير الأسود الذي توصل به “المواطن الصالح”، أفاد بأن حتى وإن توصل بذلك المبلغ ما كان لينفع في شيء، لكن طبعا “سي الحاج” المتواجد آنذاك في الديار المقدسة، ما كان ليترك الفرصة تمر دون رد، فخرج للدفاع عن نفسه، وأعاب عليه أنه كشف حجم المديونية، بل أكثر من ذلك حمله المسؤولية وطالبه بجلب موارد مالية للنادي، تلك الموارد التي عجز هو نفسه عن جلبها والفريق وصيف بطل العالم، واكتفى بجلب إشهار شركة ألبان.
بودريقة لحسبان.. “حط السويرتات” عطا الله للي يشد الفرقة
تسبب “الهارب الشاب” والجمع العام شاهد على هروبه، كما سبق وذكرنا في أزمة مالية خانقة، لكن الأمر هو أنه بعدما كان السبب الرئيسي في الضرر الذي لحق بنادي الشعب، لم يبتعد عنه بل على العكس ظل حجر عثرة، بتصريحاته، وحرب الخرجات الإعلامية مع حسبان، حتى أنه قال له بالحرف في فيديو “العمرة” الشهير: “حط السويرتات عطا الله للي يشد الفرقة”، هاته الجملة التي سيلتقطها ”جمهوره الوفي” وسيظل يرددها لسنوات بعد ذلك.
الإرث اللعين
خرجت بعض الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة ”فيسبوك”، غير معروف من يسيرها، لكنها كانت كلها تصب في منحى واحد، من أجل ترسيخ فكرة أن بودريقة لم يتسبب في الدمار الذي يعيشه الأخضر وأنه تمت محاربته، وإنكار جملة وتفصيلا أنه صانع أزمة الرجاء ثارة، وثارة أخرى بتدوينات جاء فيها أنه صحيح قام بأخطاء ولكن ذلك نظرا لقلة تجربته، كما أن الفريق وصل لنهائي “الموندياليتو” في فترته، الخلاصة هو أن هدف تلك الصفحات هو تبرئة “الرجاوي الطموح” مما تسبب فيه بطريقة أو بأخرى، بالإنكار أو بالتماس الأعذار الواهية والتبريرات غير المنطقية، حسب ما يتداوله أغلب أنصار النادي، الذين يحملونه المسؤولية كاملة.
تلك الصفحات المجهول من يسيرها ومن وراءها، كانت الإرث اللعين من فترة بودريقة، إلى جانب الأزمة الخانقة، أولئك الذين صنفوا أنفسهم الأوفياء لفترته، والذين يدافعون عنه باستماتة، حتى لو بلغ الأمر القيام بسب وشتم من يقول إنه تسبب في دمار الرجاء، بأبشع الصفات وأقذر الأوصاف، بل الأكثر من ذلك القيام بحملات ممنهجة ضد نساء ورجال الإعلام الذين يتحدثون بالحقائق، وكذلك تسببت هاته الصفحات في انشقاق بين جماهير الأخضر، بين الغالبية التي ترى أن بودريقة سبب الأزمة، وبين القلة التي تدافع عنه، والتي أصبحت تتكاثر مع مرور الأيام في “الفيسبوك”، بسبب كثرة الحسابات المزورة، التي تردد التعليقات ذاتها في جميع الصفحات الرجاوية، سواء الرسمية أو الأنصار، كنوع من غسيل الدماغ وإعادة تدوير الجمهور، وهو ما وصفه الباحثون بالسموم الفكرية والمتكررة فيرى الإنسان نفسه يتبع القطيع باتجاه ما، وهو أسلوب الاستقطاب الذي استخدمه المصريون القدماء وتم تطويره عبر التاريخ، ليتحول لإثارة العواطف (كان وراء العالمية والهبة الملكية لبناء الأكاديمية) من أجل تشتيت القناعات والاتجاهات (أنه سبب الأزمة الرئيسي بشهادة المختصين) ومن ثم مسحها وإعادة تشكيلها.
الحلقة المقبلة:
تفاصيل شكاية خيانة الأمانة والاختلاس وسوء التسيير وتبديد وثائق محاسباتية والادلاء ببيانات كاذبة
حسبان وسياسة التقشف
لمن فاتته الحلقات الماضية.. اضغطو على العناوين:
الحلقة الأولى.. غلام يسلم مشعل الرئاسة لحنات بفائض مليار سنتيم في خزينة النادي
الحلقة الثانية: إخفاق.. عجز.. و”باسطا”
الحلقة الثالثة: بودريقة “الرجاوي الطموح” من المدرجات إلى كرسي الرئاسة
الحلقة الرابعة.. “الموندياليتو”.. الوصول إلى القمة وبداية السقوط
الحلقة الخامسة.. عدم استثمار “العالمية” وسقوط حر لبودريقة
الحلقة السادسة.. بودريقة.. الراعي الرسمي للخراب المالي والتقني في الرجاء