فيديو.. الناصيري.. الظاهرة “le phénomène”!.. بصمة سيسوكو المزورة.. وصمة العار التي ستلازم الناصيري ولطخت جبين كرة القدم الوطنية (الحلقة 5)
تقديم:
يعيش الوداد الرياضي لكرة القدم، منذ فترة أزمة مالية خانقة، نجح رئيسه سعيد الناصيري في إخفائها عن الجمهور لفترة طويلة، وساعده في الأمر النتائج الإيجابية التي يحققها الفريق، سواء في البطولة الوطنية الاحترافية، أو على مستوى عصبة أبطال إفريقيا، إلى جانب اختيار أغلب المنابر الإعلامية عدم الخوض في ملفات النزاعات المتراكمة ومصيرها، غير أنه وأمام قرار الاتحاد الدولي الأخير، القاضي بمنع الأحمر من إبرام صفقات في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، نظرا لتراكم الديون في “فيفا” ومحكمة التحكيم الرياضي “طاس”، الذي أزاح الوشاح عن الحقيقة، اضطر الرجل إلى الإعلان عن الوضع المادي المزري للنادي، في إحدى خرجاته الإذاعية، لكنه تعهد أمام الجماهير بإيجاد حلول لهاته الأزمة، قائلا إنه يستطيع حلها كما فعل سابقا بفضل مساعدة رجالات الوداد، وإنه لم يسبق لأحد أن سأله عن مصدر الأموال التي أنفقها لحل المشاكل القديمة، فلماذا يثار الموضوع الآن.
في زاوية “سبيسيال رمضان” للشهر الكريم، اختارت الجريدة الإلكترونية “سبورتايم” أن تسلط الضوء على نادي الوداد، منذ الفترة الأخيرة للرئيس السابق عبد الإله أكرم، إلى الآن، بالتطرق لجميع المحطات الإيجابية والسلبية في عهد سعيد الناصيري، الذي استطاع بمفرده تسيير النادي، وأحكم قبضته عليه دون إشراك أحد في طريقة تدبيره لمالية الفريق، ودون ظهور أي أحد في الصورة التي يبدو فيها وحيدا.. فهل فعلا الناصيري ظاهرة الوداد كما يصوره الجمهور الودادي أم جالب للخراب؟!.. سنطرح أمامكم كل ما يتعلق بالنادي في السنوات الأخيرة.. والحكم لكم..
الحلقة 5: بصمة سيسوكو المزورة.. وصمة العار التي ستلازم الناصيري.. الفيديو أسفل المقال
أدخل سعيد الناصيري الوداد في النفق المظلم، عندما رفض أداء مبلغ 18 مليون سنتيم، للاعب الفريق السابق سليمان سيسوكو، وهي مجموع مستحقاته التي طالب بها من أجل فك الارتباط مع النادي بشكل ودي، لكن الرئيس قال له إنه سيصرف له 10 مليون سنتيم فقط، وهو ما رفضه اللاعب، الذي تشبث بتسلم المبلغ كاملا، ليلجأ بعدها لغرفة النزاعات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بعد هذه الخطوة ستحدث أشياء لم تكن لتخطر على بال أحد، لأنها لا إنسانية وقاسية جدا، كما يصفها سليمان نفسه.
أصدرت غرفة النزاعات حكما لصالح الوداد في هذا النزاع، ليخرج سيسوكو ويفجرها في الإعلام الوطني، إذ صرح أنه تم تزوير بصمته، وأنه لم يسبق وأو وقع أو بصم على أي مستند يفيد بأنه توصل بمستحقاته من الوداد، ليلجأ اللاعب لـ”فيفا” ضده، بعد المعاناة الكبيرة التي عاشها، وهذا ما لم يخطر على بال الناصيري، الذي كان يعرف الوضع المالي المزري للاعب، ويعلم جيدا أن إمكانياته لن تسمح له بذلك، لكن عكس توقعاته، سيسوكو قام ببيع قطعة أرض في مالي كان قد أهداها له رئيس بلده، بعد تحقيق إنجاز رفقة المنتخب الوطني، ومن هنا ستنطلق فصول القصة المثيرة.
لكن المثير في الأمر، هو أن الناصيري قدم نسخ المستندات فقط للجنة النزاعات التابعة للجامعة، وليست الأصلية، والخبير الذي أجرى عليها الخبرة كان لأمر محدد وهو تحديد أن البصمة تعود للاعب، وليس التبين من حقيقة أنها بالمداد أو عن طريق “سكان”، وهنا وقع الخلط، ووجب التساؤل.. هل خدع الناصيري اللجنة؟
سيسوكو: الناصيري استعبدني وعاملني بطريقة لا إنسانية مهينة
يقول سيسوكو: “الناصيري استعبدني، وعاملني بطريقة غير آدمية، وتسبب في إنهاء مسيرتي الكروية وتحطيم مستقبلي الرياضي.. لا أعلم إن كان له أبناء، لكن أوجه له رسالة إن كان لا يرضى أن يتعرض أولاده للظلم فلا يجب عليه أن يظلم أبناء الآخرين.. كنت محظوظا أنني وجدت معاملة جيدة من طرف المغاربة الذين ساعدوني ومدوا لي يد العون، ولولاهم لكنت عشت فترة أقسى بكثير، إلى جانب عدد من لاعبي الوداد الذين لن أعلن عن أسمائهم كي لا يتعرضوا لمضايقات أو لمشاكل”.
لجأ اللاعب المالي لـ”فيفا”، الملف الذي استمر لسنوات قبل أن تفصل محكمة التحكيم الرياضي “طاس” فيه، وتنصفه بعدما تم إخضاع المستندات التي تقدم بها دفاع الأحمر للخبرة الفرنسية، والتي أقرت بتزوير بصمة وتوقيع سيسوكو، الحكم الذي بالرغم من أنه صدر منذ سنة، إلا أن الناصيري لم يقم بتسديده إلى الآن بسبب الأزمة الخانقة التي يعاني منها النادي، ما تسبب له في المنع من القيام بصفقات في فترة الانتقالات الشتوية الماضية.
مماطلة الناصيري في التسديد باللجوء إلى المحكمة الفديرالية السويسرية
أقدم الرئيس الودادي في ملف سيسوكو، على خطوة لم يسبقه لها أحد من قبل في العالم، إذ قام بالتصعيد ضد “فيفا”، واشتكاها للمحكمة الفديريالية، وغايته من الأمر كانت المماطلة لعدم استعجال السداد من جهة لأن خزينة النادي فارغة، ومن جهة أخرى ليؤخر لجوء سيسوكو للجنة الأخلاقيات التابعة للاتحاد الدولي ضده، لأن اللاعب عازم على وضع شكاية تظلم بخصوص تزوير بصمته بعد حصل على حكم “طاس”.
قامت بعدها المحكمة المذكورة برفض طعن الوداد في الحكم الصادر عن “طاس” لصالح اللاعب، والقاضي بتغريم الأحمر بمبلغ 170 مليون، إلى جانب تحميله مصاريف ملف النزاع، بعدما ثبت تزوير بصمته، ليكون المبلغ النهائي هو 300 مليون سنتيم.
وصمة عار
سيظل هذا الملف وصمة عار على جبين كرة القدم الوطنية، وعلى جبين رئيس الوداد سعيد الناصيري، لأنه يشغل في الوقت ذاته منصب رئيس العصبة الاحترافية، وحسب ما صرح به سيسوكو، فإنه كان يخبره دائما أنه شخصية لديه نفوذ ولن يستطيع التغلب عليه، لكن ما حصل كان عكس ذلك، لأن الله يضع سره في أضعف خلقه، واستطاع لاعب فقير من دولة فقيرة في إفريقيا، تدمرت مسيرته الكروية، أن يهزم رئيس ناد كبير في المغرب، وتمكن من إيصال صوته للعالم بأنه تعرض للظلم في المغرب، وهذا هو ما أعطى صورة بشعة للملف، لأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يشتغل منذ سنوات على توطيد العلاقات مع دول جنوب الصحراء، ومن بين هذه الدول مالي.
يقول سيسوكو: “حبي للمغرب وللمغاربة كبير جدا، وهنا في مالي نحب كثيرا الملك محمد السادس ونعتبره ملكنا، لأنه بنى أكبر مستشفى في باماكو، وساعدنا كثيرا على مستوى البنيات التحتية، كما أن مشكلتي مع الناصيري وليس مع الوداد أو جمهور الوداد الذين أحبهم من كل قلبي.. أنا ودادي وسأظل ودادي وديما وداد”.
ملف نزاع سيسوكو ليس الوحيد في ردهات “فيفا” و”طاس”، لأن الناصيري بسبب تسييره غير العقلاني أصبح زبونا دائما في هذه الأجهزة، وسنتطرق بالتفاصيل للأمر في الحلقات المقبلة..