لا يخفى على الجميع الوضع الكارثي بكل المقاييس، الذي صار الوداد الرياضي لكرة القدم يعيشه في الفترة الأخيرة، فلم يستفق بعد جمهور الأحمر من صدمة ضياع اللقب، الذي ظل ينافس عليه إلى آخر دقائق الموسم الماضي، حتى تلقى ضربة موجعة جديدة، بهزيمة قاسية أمام الضيف الأهلي المصري، بهدفين دون رد في مباراة أمس السبت، التي أجريت لحساب ذهاب نصف نهائي عصبة الأبطال.
لا توجد 3 أسباب ولا 4 ولا 5 حتى للوضع الكارثي الذي يعيشه النادي على جميع المستويات، أو لهزيمة أمس، كما قد يزعم البعض في المواقع الإلكترونية، أو صفحات الجرائد التي سيتصدر الوداد عناوينها غدا.. وإنما هو سبب واحد فقط لا غيره، ويعرفه الجميع، ولعل الدعابة التي يتناقلها جمهور الوداد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عند وقوع أي مشكلة للتهكم وهي “الناصيري هو السبب”.. تم تداولها أمس واليوم وسيتم تداولها في الأيام المقبلة في سياقها الصحيح.. نعم.. “الناصيري هو السبب”..
لا أحد ينكر أن معه عاد الوداد لـ”البوديوم”، لكن في الوقت ذاته لا أحد ينكر أنه قزم الفريق في الفترة الأخيرة، بانتدابات فاشلة، وبتغيير المدربين الذين وللصدفة الغريبة يتم الانفصال عنهم قبل “الميركاتو” سواء الصيفي أو الشتيوي، قزم النادي بالنزاعات التي تسبب فيها، والتي يخسرها في محكمة التحكيم الرياضي “طاس” النزاع تلو الآخر، ومع كل هزيمة قانونية تزيد سمعة النادي سوءا في هذا الجهاز الرياضي الدولي، الذي أصبح الوداد زبونه الدائم..
“الناصيري هو السبب”، لأن ببساطة “نقاد الفيسبوك” عند كل فشل يوجهون دفة الانتقادات نحو المدرب وعناصر الفريق، وينساق الجمهور وراءهم، ويتركون السبب الرئيسي، وهو الذي يتابع “السريح” من هاتفه الجوال.. وفي كل مرة يصلب ضحية جديدة، هو يظل بمنأى عن أي انتقاد، وبذلك يتواصل التسيير الانفرادي العشوائي، بدون خطط آنية أو على المستوى البعيد..
إلى الناصيري.. ماذا تنتظر كي تحفظ جزء من ماء وجهك وتغادر تاركا على الأقل ذكرى الألقاب التي فزت بها مع النادي، هل تتوق بشدة لرؤية عبارة “الناصيري ارحل” على الجدران كما حدث مع أكرم سابقا؟