بْلْخَفّكرة القدم

“ديربي” كأس العرش.. من له مصالح في إشعال فتيل الفتنة بين جمهوري الرجاء والوداد؟

بدون سابق إنذار، خرج علينا البعض “يهلل” قبل أذان مغرب اليوم التاسع من رمضان، ويطالب بأن لا يتجاوز عدد جماهير الرجاء في مباراة “ديربي” كأس العرش لحساب دور الربع، بين قطبي البيضاء الرجاء والوداد، الـ5 في المائة، على اعتبار أن الأحمر هو المستقبل، وهو الأحق بتحديد نسبة حضور جمهور الفريق الضيف، بل والأكثر من ذلك أفتوا فيما لا يفقهون فيه وما لا يحيطون به علما، ويدعون لعدم اقتسام مداخيل مباريات المنافسة بين الفرق، علما أن قانون المسابقات واضح جدا، ويقول إنه في ظل نظام المباراة الواحدة، يجب اقتسامها.

وما لا يفقهه من خرج “يهلل”، أن حتى وإن طرأ تعديل في القانون، فلن يصبح ساري المفعول في النسخة الحالية من المنافسة، بل في الموسم المقبل (يعطينا ويعطيهم طول لعمر إلى طبق).. المثير ليس هذا، وإنما المريب أن تتعالى هاته الأصوات المطالبة بعدم اقتسام المداخيل، في دور الربع، والسؤال هنا.. أين كنتم من قبل؟ (كونجي ياك؟!)..

معلومة أخرى أكاد أجزم أنها ليست غائبة عن ذهن من خرج “يفتي”، وإنما أراد أن يغيبها أو “يتغابى”، وهي أن السلطات المحلية لمدينة الدارالبيضاء، لن تقبل بأي تغيير في تنظيم مواجهات “الديربي”، لأنه يتجاوز ماهو رياضي، إلى ماهو أمني، ويتعلق بسلامة سكان أكبر مدينة في المغرب.

وطالما نتحدث عن فريقين من المدينة نفسها، يقتسمان كل شيء فيها، ويجريان مواجهاتهما بالتناوب على أرضية ملعب تعود ملكيته للدولة، هنا اقتسام المدرجات في أي منافسة كيفما كان نوعها أمر كان وباق وسيستمر، ولن يستطيع أي شخص أن يغيره، “دونور” لا تعود ملكيته للوداد كي يحدد نسبة حضور جمهور الرجاء، والعكس صحيح، ومن أراد تحديد النسبة للفريق الضيف، ما عليه سوى بناء ملعبه الخاص..

بلا شك، الجميع لاحظ الوعي الكبير لـ”ألترات” فرق البيضاء، بعد التنظيم الكارثي لمبارياتهما، منذ عودة الجماهير للملاعب، وهذا اتضح في رسائلهم الموجهة للمسؤولين ولأعضاء مجموعاتهم، وتحذيرهم من وقوع كارثة في ظل التراخي في القيام بواجب التفتيش لكل من يلج المدرجات، وأيضا التدقيق في التذاكر.. هذا التصرف يؤكد أن الجميع لا يرغب في عودة الصدامات بين الجماهير، ويرفض أن تسال الدماء في الأزقة والشوارع وفي الملاعب، لكن على ما يبدو أن هناك من يرغب في عودة العنف للبيضاء.. وهنا وجب التساؤل.. من له مصالح في إشعال فتيل الفتنة بين جمهوري الرجاء والوداد؟ ومن وراء “هاد البوليميك الخاوي”؟..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى