منافسات دولية

الحلقة 3 من حكايات “الأولمبياد”.. من المنع إلى متابعة حفل الافتتاح من منصة “VIP” (الجزء 2)

أخبرتكم في الحلقة الثانية، كيف تمكنت من الوصول إلى نهر السين في العاصمة الفرنسية باريس، حيث حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، وهناك ستستعرض الوفود الرياضية من جميع أنحاء العالم على المراكب، بعد محاولات عديدة وإصرار شديد، كل هذا كان تحت الأمطار التي لم تتوقف عن الهطول، والتي أفسدت كل شيء، اليوم سأحدثكم كيف تابعت الاستعراض من منصة “VIP”، بعدما كنت قاب قوسين أو أدنى من المغادرة بآمال خائبة..

الحلقة 3: من المنع إلى متابعة حفل الافتتاح في منصة “VIP”

كنت سعيدة جدا بعدما عبرت البوابة، أحسست أن جهودي لم تذهب سدى، اتجهت مسرعة نحو نهر السين حيث توزعت المنصات على جنباته مع “بوفيه” للمشروبات بمختلف أنواعها، الكل جالس في مقعده الخاص وينتظر مرور الوفود الرياضية المشاركة، وصلت إلى إحدى تلك المنصات، ووجدت من جديد الأمنيين أمامها وبكل ثقة أظهرت لهم “البادج” مع ابتسامة واثقة، قاموا بوضع الجهاز عليه لقراءة كود “QR” وكنت متأكدة أن بياناتي ستظهر لهم، لكن كنت أخشى أن يسألوني عن “الستيكر” أو التذكرة، هذه الأخيرة سبق وأن أشرت في الحلقة الماضية أن أرخص فئة فيها على الإطلاق يبلغ ثمنها 900 أورو، وفي تلك اللحظة الحاسمة كنت أنتظر كيف ستكون ردة فعلهم، لكنهم لم يكترثوا لموضوع الملصق، وكنت متفاجئة حقا كي لا أخفيكم الأمر.

دخلت المنصة، والتي تبين لي فيما بعد أنها كانت في أفضل منطقة، لأنها كانت واقعة بين برج “إيفل” والجسر الذي كان يرقص عليه “هادوك الملونين” استغفر الله العظيم، طبعا الكل جالس في مكانه وبيده مشروبه، والأكيد أن المقاعد كلها محجوزة، عندها انتبهت لأمر وهو أن جميع الأشخاص في المنصة يرتدون معاطف بلاستيكية بيضاء، وهناك من كان يحمل مظلة، وهذا يعني أنهم على علم مسبق بأن الأمطار لن تتوقف وهذا ما حصل بالفعل.

وقفت أتابع الوفود وهي تمر في المراكب في نهر السين، لأنه لا يعقل أن أبحث عن مقعد لأجلس فيه وأنا لا أتوفر على تذكرة، ولكي أجنب نفسي الوقوع في موقف محرج إذا حضر صاحب المقعد، وبالرغم من الأمطار التي لم تتوقف والتي بللتني بالكامل، إلا أني استمتعت بمشاهدة الوفود وهي تمر وتتبادل التحية مع الجماهير الحاضرة بالتلويح بالأعلام، عندها أحسست أن أحد يشد علم المغرب الذي كنت متوشحة به، فالتفت لأتبين الأمر، فوجدت أحدا يلوح لي بهاتفه وعليه صورتي بالعلم المغربي (الصورة أسفل المقال)، ويقول باللغة الإنجليزية المغرب، ودار بيني وبينه الحوار التالي:

أنا: صورة جميلة شكرا لك، هل بإمكانك أن ترسلها لي بواسطة “AIRDROP”

هو: طبعا بالتأكيد، أنا لدي أصدقاء من المغرب وهم أناس رائعون، ينقلون صورة رائعة عن المغرب، ودائما يتحدثون بحب كبير عن بلدكم لذلك عندما رأيت العلم صورتك.

أنا: شكرا لك، نعم المغرب بلد رائع والمغاربة كرماء جدا.

هو: المقعد بجانبي فارغ يمكنك الجلوس والاحتماء بمظلتي من المطر، أنا لاڤان من أمريكا.

أنا: فاطمة الزهراء ويمكنك مناداتي فاطمة لسهولة نظق الاسم.

شكرت لاڤان على لطفه بالتأكيد، وتبادلنا أطراف الحديث ونحن نتابع الوفود وهي تمر، وحدثني كثيرا عن أصدقائه المغاربة، وعن الأكل المغربي، إلى أن سمعنا “الآن سيمر الوفد المغربي”، فصرخ “مورووووكو”، كما أنه لفت انتباهي إلى الوفد الفلسطيني الذي كان في مقدمة المركب الذي يضم وفودا من بلدان أخرى، لأني وقتها كنت منشغلة بأخذ مقاطع فيديو لمراكب أخرى.

كانت الأجواء لا بأس بها، لكن كانت لتكون أجمل بكثير لو كان الطقس مشمسا، ولقمت بتغطية صحفية رائعة وتفاعلية مع الحدث، لكن للأسف جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، لكن على الأقل استطعت حضور حفل الافتتاح الذي تعذر على الوفد الصحفي الرسمي حضوره، لأكون بذلك الصحفية المغربية الوحيدة التي تابعته من منصة “VIP”.

وأنا أغادر نهر السين، لم يفتني أن أذهب لأخي في الإسلام الذي سمح لي بالمرور من بوابة التفتيش بدون ملصق وبدون تذكرة، والذي لولاه لما استمتعت بتلك الأجواء، اتجهت نوحه وشكرته كثيرا وقلت له بدون مساعدتك لي لم أكن لأتواجد هنا، وأخذت صورة “سيلفي” معه للذكرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى