منافسات دولية

الحلقة 2 من حكايات “الأولمبياد”.. حفل الافتتاح و”والله العظيم” التي كانت المفتاح السحري الذي فتح لي الأبواب المغلقة (الجزء 1)

حدثتكم في الحلقة الأولى، عن لطف السيدة الفرنسية وزوجها معي، ومساعدتهما لي في وقت كنت فيه قليلة الحيلة و”وحيدة في الغربة”، وكيف كان من الوارد أن أغيب عن حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، الحفل الذي خططت له فرنسا بأن يكون الأعظم في تاريخ ”الأولمبياد”، والذي خططت له بدوري بعناية كي أحضره -مع تقديم المشيئة الربانية بالطبع- لأقوم بتغطية مختلفة وفريدة، أتفوق فيها على نفسي قبل أن أتفوق على غيري، لكن الصدمة كانت في انتظاري..

الحلقة 2: صدمة وفرج و”والله العظيم” المفتاح

وصلت إلى باريس قادمة من سانت إتيان صباح يوم الجمعة 26 يولوز 2024، في تمام العاشرة و34 دقيقة، عندما وطأت قدماي محطة ليون في العاصمة الفرنسية استشعرت زخات المطر الخفيفة على وجهي، كانت السماء غائمة، عكس ما توقعته الأرصاد الجوية ليوم افتتاح الألعاب الأولمبية، استقللت “الميترو” وتوجهت إلى حيث أقيم، وبما أن الافتتاح كان مساء ولم أنم سوى لـ3 ساعات في الليلة التي تسبقه، قررت أن أخلد للراحة لبضع ساعات قبل أن أستعد لليوم الموعود.

جهزت حقيبتي، وتوجهت إلى مكان الاحتفال، وأنا في الطريق إليه كانت تمطر بين الفينة والأخرى، إلى أن وصلت إلى قوس النصر “arc de triomphe”، النقطة التي حددتها كانطلاقة لتغطيتي الصحفية، ومنها أواصل المشي للنقط الأخرى إلى غاية الوصول لنهر السين، لأفاجأ بأن الحضور هزيل جدا وليس كما كان متوقعا (ستجدون الفيديو أسفل المقال)، والسبب في ذلك هو أحوال الطقس، كانت هذه أول صدمة أواجهها، لا يوجد شيء لتغطيته وليس هناك أي مظهر من مظاهر الاحتفالات.

واصلت طريقي إلى نهر السين، وفي كل مرة كان يجب أن أمر من نقطة تفتيش، وأن أظهر اعمتادي الذي يحمل  كود “QR”، يتم مسحه بالجهاز وتظهر لهم جميع بياناتي وبعدها يسمح لي بالمرور بكل سلاسة، إلى هنا الأمور على ما يرام ولا يوجد عائق، إلى أن وصلت لآخر نقطة والتي تفصل بيني وبين النهر، حيث ستستعرض الوفود الرياضية من جميع أنحاء العالم على المراكب، عندها سأواجه الصدمة الكبرى، لأن الاعتماد وحده ليس كافيا ليسمح لي بالدخول، وإنما يجب أن أحصل على ملصق يتم إرفاقه بـ”البادج” أو على تذكرة، وأرخص تذكرة ثمنها 900 أورو، أجريت بعض الاتصالات لأحاول إيجاد حل لهذه المشكلة الجديدة، لكن اكتشفت أن أعضاء الوفد الصحفي الرسمي المرافق للبعثة المغربية يواجهون المصير ذاته.

في تلك اللحظة قلت لنفسي هل أستسلم بعد كل ما تكبدته من عناء وأعود أدراجي؟.. الجواب كان قطعا لا..

دعوني أصف لكم المكان، هو شارع طويل متفرع منه أزقة كلها مؤدية لنهر السين، وعند كل زقاق توجد نقط تفتيش بمثابة بوابات، ففكرت أن أجرب حظي في الأزقة الأخرى، وهذا ما قمت به بالفعل، لكن كان المنع يواجهني في كل مرة إلى أن وصلت إلى آخر زقاق، أظهرت اعتمادي للأمنيين الذين كانوا أفارقة، والجواب المنتظر والمتوقع كان يجب أن تتوفري على ملصق أو تذكرة.

حاولت باستماتة شديدة إقناع رجل الأمن بالسماح لي بالمرور، وأخبرته أني أتيت من المغرب لأقوم بواجبي المهني ولأحضر هذا الافتتاح، ولا يعقل أن أمنع بسبب ملصق تافه، وهو بدوره يحاول إقناعي بأن الأمر يفوق قدرته، وأنا مصممة على موقفي، إلى أن قال “والله العظيم”، عندما سمعت الكلمة كانت بمثابة الفرج، فأخبرته قلت “والله العظيم” إذن أنت مسلم، وأنا أختك في الإسلام في بلد غريب، فابتسم وأشار لي أن أقف جانبا، وبعد لحظات أخبرني أن أفتح حقيبتي ليفتشها واستجبت للأمر، قام بالإجراء الروتيني للتفتيش وانتظرت بعدها لثواني قليلة، وصادفت أن زميله انشغل مع أشخاص آخرين فأخبرني بسرعة “يله روح”، ربما كان أصله من جيبوتي أو السودان أو السنغال الله أعلم، كل ما أعرفه أنه سمح لي بالدخول وشعرت بسعادة غامرة، أني أخيرا تجاوزت ما كان يفصل بيني وبين حضور الافتتاح..

في الحلقة المقبلة سأخبركم كيف دخلت لمنطقة “VIP”..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى