بطولة برو 1

الوداد وشباب المحمدية.. هل هو اندماج “غير رسمي” مامشا في خلا؟

منذ صعود فريق شباب المحمدية لكرة القدم، للقسم الوطني الأول، برئاسة هشام أيت منا “المستقيل من مهامه”، وهدايا الأخير للوداد الرياضي لم تتوقف، وسط استغراب الجماهير الرياضية الوطنية، التي أصبحت تتابع مشاهد هذا العمل الدرامي “رومنسي كوميدي”، بشغف كبير، في انتظار ارتفاع وثيرة الأحداث، التي تجعل الجميع متشوقا لما سيحدث لاحقا، وفي انتظار التسلسل الدرامي..

لكن دعونا نستعيد الذكريات على طريقة “البلاي باك”، ونسترجع مشهد “تراجيدي”، وقع قبل تبلور علاقة الصداقة الحميمة بين رئيسي الفريقين، هشام أيت منا وسعيد الناصيري، كان بطله رئيس الرجاء الأسبق جواد الزيات، الذي ضغط على الزر (لا أقصد هنا اضغط على الزر يا فوزي)، وإنما الحديث عن استفزاز “موسيو ماركوتينغ” لـ”ولد فضالة”، الذي يحب أن يلقب نفسه بـ”ياسين”، عندما عرض الثاني على الأول صفقة غريبة، لم يستوعبها عقل “ولد الرباط”، بعدما عرض عليه أن يدخل الشباب بالنسبة في امتلاك عقد المدافع السابق للأخضر بدر بانون، مقابل حصول النادي على مبلغ مهم من المال، لكن عندما يتم بيع اللاعب تقتسم الأرباح مهما كان حجمها، الأمر الذي قوبل بالرفض، لكن ما أجج الخلافات (من طرف واحد بالطبع)، تصريحات الزيات في إحدى خرجاته الإعلامية، التي لم تعجب أيت منا، الذي أصبح يتصيد الفرص للظهور إعلاميا من أجل “تقطار الشمع” على الرجل والرجاء والجماهير، الأمر الذي جعل صفحة على موقع التواصل الاجتماعي اسمها “سود سنايبر”، ترسله في رحلة استعجالية إلى باريس، بعدما تحدته أن يقوم بذلك، ولعل الجميع تابع المشهد ”السريالي” المضحك، وسط دهشة كبيرة، وهو “كيتسيلفا” وبرج “إيفل” وراءه،  ليثبت لهم أنه غير ممنوع من السفر إلى فرنسا..

شهد الخط الدرامي لهذه العلاقة الثلاثية، تصاعدا مثيرا في الأحداث بعد ذلك، فكما نتابع في المسلسلات، عندما ترفض البطلة من طرف البطل، تبحث دائما على بطل جديد، يكون مقربا من دائرة من رفضها، لكي تظل دائما قريبة منه لتثبت له في كل مرة تتاح لها الفرصة أنه أضاع كنزا ثمينا.. هي كناية استنجدت بها في مقالي هذا، الغرض منها توضيح المعنى للمتابعين الكرام، وكيف تحولت بوصلة أيت منا من الرجاء إلى الوداد، وأصبحنا نسمع هنا وهناك أن الشباب يمتلك عقد لاعب ما لكنه منحه للوداد، وكل مرة يظهر اسم جديد على النهج ذاته، ناهيك عن الورود التي يرميها الرئيس الفضالي على الوداد وجمهور الوداد ورئيس الوداد، في كل مرة يظهر فيها في لقاء إذاعي أو تلفزي، إلى جانب التصريحات المثيرة للجدل الصادرة عنه حول هذه العلاقة، والتي تضرب مبدأ تكافؤ الفرص في العمق، وسط صمت غريب سواء من الجهاز الوصي على الكرة في المغرب، أو الإعلام، ولعل أبرز هاته التصريحات، تلك التي خرج بها عندما انهزم فريقه أمام الأحمر “الفوز ما مشا في فخلا”، العبارة التي أصبحت ماركة مسجلة لممثل ”مدينة الزهور” في كل مرة يواجه فيها “وداد الأمة”..

كل ما سبق شيء، لكن ما حدث في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، شيء آخر تماما، إذ بين الفينة والأخرى نتفاجأ باسم جديد ينضم للوداد قادم من الشباب، لكن الغريب في الأمر، أنه ليس صفقة بيع وشراء، وإنما كل الصفقات التي تمت هي على سبيل الإعارة، خاصة مع الوضع المالي المزري الذي يعيشه الأحمر منذ سنة، والذي تسبب له في حكم المنع من الانتدابات، قبل أن يرفع الأسبوع الماضي، بعدما سدد الناصيري بعض الديون، التي تسببت له في هذا القرار الصادر عن الاتحاد الدولي “فيفا”، في انتظار ديون أخرى قادمة، وستتسبب له في المنع من إبرام الصفقات من جديد في “الميركاتو” الشتوي المقبل، ناهيك عن المستحقات العالقة للاعبي الفريق، كل هذا جعل من مهمة شراء لاعبين جدد يدعمون صفوف بطل القارة، صعبة جدا، ليلجأ الناصيري إلى جلب لاعبين من فرق الهواة والقسم الثاني، إلى جانب الهدايا المستمرة من أيت منا..

ما يحدث جعل المتتبع الرياضي اليوم يتساءل.. الوداد وشباب المحمدية.. هل هو اندماج “غير رسمي” مامشا في خلا؟ أم هي أمور عادية تحصل في كرة القدم ولا داعي لتضخيمها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى