لم يرهبني “تزنزين ذباب” بودريقة من قبل والأكيد لن أهاب أيتامه الآن
لا يخفى على أحد حبي وعشقي للرجاء الرياضي، كما لا يخفى على أحد أيضا كرهي ومقتي لـ”الطاشرون” محمد بودريقة، ولم أجتهد يوما في إظهار العكس، بل على النقيض تماما، كنت دائما واضحة جدا في إظهار هذه المشاعر للعموم، وليس لعداوة شخصية بيني وبينه لأنه ببساطة لولا الأخضر لم عرفت أن هناك ”ثديي” بهذا الاسم على وجه البسيطة، ولكن بسبب الكارثة التي حلت بالنادي بعد ”موندياليتو” 2013، وما رافقها من تداعيات على امتداد 10 سنوات، وازداد بغضي له، ووصل ذروته عندما سلط علي جحافل “الذباب” الذي سبق وقال عنهم “الدبان ماكيقتلش كيزنزن.. كيدير التشويش”.
السبب وراء سردي لهذه المقدمة عن زعيم ”الذباب الإلكتروني”، يكمن في رغبتي في أن أوضح للمرة الأولى والأخيرة سبب شعوري بالقرف والاشمئزاز من هذا الكائن، الذي نجح في تجييش فئة مهمة من المغيبين، الذين يسبحون بحمده ليلا ونهارا، منذ وصول “النسور” لنهائي كأس العالم للأندية، وجههم ضد كل من ينتقده أو يشير إليه بالسبابة، وهنا دعوني أقتبس عبارة من كتاب “القوة: الحرب، السلطة، والعلاقات الدولية في القرن الواحد والعشرين” لجوزيف ناي، وهي أنه كانت لديه القدرة على تشكيل الخيال الجماعي للآخرين.
لم يستطع بودريقة الذي يصنف في خانة الأغنياء الجدد “Les nouveaux riches”، ولوج كبريات المؤسسات التعليمية، ولا أن يتحصل على شهادات عليا، إذ أن مستواه الدراسي هو الثالثة ثانوي ولم يتحصل على الباكالوريا، لكن لا أحد ينكر أنه يتميز بذلك الذكاء الذي نطلق عليه بالدارجة المغربية ”التحرميات”، لكن الإنجاز الذي حققه مع الرجاء، منحه تلك السلطة لتحديد وتشكيل الأفكار والمعتقدات لدى أتباعه، وليؤثر على الخيال الجماعي لهؤلاء الأفراد الذين لطالما رأوه في صورة المنقذ، وتمكن من تغيير نظرتهم إلى الأحداث والمواقف، وجعلهم ينسون أنه هو سبب كل المشاكل والأزمات التي مر منها النادي، لكن بالرغم من تحاذقه إلا أنه اليوم وقع في شر أعماله، اليوم انهارت الإمبراطورية ”الذبابية”، التي لن تنفعه مستقبلا في شيء، أين هو الآن؟ دعوني أهمس لكم بمكانه، إنه في السجن الفيدرالي في هامبورغ الألمانية، ينتظر صاغرا أن يتم تسليمه للسلطات المغربية.
يعاتبونني على “الشماتة”..! كيف لا أشمت به وأنا قضيت سنة و4 أشهر من عمري في الدعاء والتضرع إلى الله بأن يفضحه على رؤوس الأشهاد ويقتص لي منه، بعدما سلط علي ”ذبابه” بفيديو بسيناريو فاشل، صدقه ”الأوباش”، قيل فيه أني تلقيت أموال “الرجا معانا”، كيف لي أن أتلقى تلك الأموال؟ هل أنا أمينة مال النادي لكي أستطيع التحكم في حساباته؟ وحدهم الأغبياء فقط من صدقوا هذا الإفك، طعنوني في عرضي وشرفي والله يشهد أني أشرف منهم جميعا، وقالوا إن اللاعب بوكاسي كان يسكن في منزل خالتي..! نسجوا قصة من الخيال، وصدقها الرعاع، بدون أي دليل أو برهان.
أيها المنافقون، يا من تلومونني اليوم على الشماتة في عدوي اللدود، لماذا صفقتم لي عندما شمت في عادل العوماري عندما أصدر في حقه حكما بالغرامة في فضيحة تذاكر قطر؟ هل الشماتة يومها كانت جائزة واليوم لا؟ أم لأن المعني بالأمر تكرهونه فلذلك الشماتة فيه مباحة؟ إن مثل العوماري وبودريقة عندي واحد، الأول خصص لي مساحة في برنامجه للتهكم علي، والثاني سلط علي جحافل الذباب في كل مرة انتقدته فيها، ولماذا شمتم في سعيد الناصيري رئيس الوداد عندما ألقي القبض عليه؟
إن الغريب والمخزي في الأمر، هو تضامن ”الفقراء” من مريديه معه، وهو متابع في تهم النصب والاحتيال، إن كل من يتضامن مع الفسدة فاسد، كيف لكم وبأي وجه أن تستهزؤوا من جماهير الوداد التي تدافع عن الناصيري المعتقل والمتابع بدوره في جرائم الاتجار بالبشر والتزوير والمخدرات وغيرها، وأنتم اليوم تقومون بالفعل ذاته، مع إنسان يقال حسب المحاضر إنه احتال على مواطنين أمثالكم؟ اسمحوا لي أن أقول لكم لا فرق بينكم وبينهم، أين هي المبادئ؟
إني وبلا فخر اليوم أسعد إنسان في الوجود، وأشعر بالبهجة والسرور لأن الله اقتص لي، وفضيحة ”الطاشرون” تجاوزت الحدود، وكانت عنوانا رئيسيا في قناة “دوتشي فيلي” و”مزال العاطي يعطي”، إن جميع مفردات القاموس العربي لن تكفيني في التعبير عن فرحتي اليوم، ولا تخلطوا بينه وبين الرجاء، لأن الرجاء وجمهورها الحقيقي بريئان منه ومن أمثاله ومن “ذبابه” النثن.
أيها الذباب النثن.. انهار ربكم الأعلى وقضي عليكم