منافسات دولية

الحلقة 5 من حكايات “الأولمبياد”.. في باريس الحظ حالفني لأجلس في “VIP” للمرة الثانية وهذه المرة بفضل المتطوعين

أخبرتكم في الحلقة الأولى من حكايات “الأولمبياد”، أن الهدف من هذه المقالات هو تكريم أناس ساعدوني في فرنسا، وقدموا لي يد العون علما أنه لم تربطني بهم معرفة سابقة، هي فقط الأقدار التي وضعتهم في طريقي لتدليل صعاب واجتها في مواقف ومدن مختلفة، خلال رحلتي لتغطية فعاليات الألعاب الأولمبية باريس 2024، وتحديدا مباريات كرة القدم، بما أن الاتحاد الدولي للعبة “فيفا”، هو من اختارني من بين أزيد من 140 صحفية وصحفي لأكون ممثلة للمغرب في هذه التظاهرة، ولن أمل من أن أظهر امتناني للمؤسسة الوصية على رياضة كرة القدم في العالم، التي لا تعترف بالزبونية أو المحسوبية، وتهتم فقط بمدى مهنية الصحفية أو الصحفي الذي تمنحه(ها) الاعتماد، وبالجدية في العمل دون مخالفة القوانين خلال المنافسات، واليوم سأحدثكم عن 3 أشخاص ساعدوني في يوم تتويج المنتخب الوطني بالبرونز..

الحلقة 5: في باريس الحظ حالفني لأجلس في “VIP” للمرة الثانية وهذه المرة بفضل المتطوعين

في البداية أريد أن أحيطكم علما بترتيبات تتعلق بنا نحن نساء ورجال الإعلام، يجب أن نقوم بها خلال كل منافسة ترعاها “فيفا”، وفي مقدمتها حجز تذاكر المباريات من قناواتنا في منصة الاتحاد الدولي، لأن “البادج” لوحده ليس كافيات لولوج الملاعب، وطبعا تذاكرنا تختلف عن تذاكر الجماهير، لأنها تكون صغيرة ولا تباع ولا تشترى، وتحمل اسم صاحب الاعتماد ورقم مقعده في منصة الصحافة، وخلافا لكل التظاهرات التي سبق وقمت بتغطيتها، لم نكن بحاجة لحجز التذاكر في “أولمبياد” باريس، لأن “فيفا” من خلال رسالة إلكترونية أخبرتني أن لي الأولوية لحضور مباريات كرة القدم، لكن المفاجأة كانت تنتظرني في مباراة النهائي، التي شهدت تتويج المنتخب الوطني بالميدالية النحاسية.

ذهبت لملعب حديقة الأمراء يوم 9 غشت 2024، ولكي لا أخفيكم سرا لم أكن متحمسة لحضور النهائي بين منتخبي إسبانيا وفرنسا، بقدر ما كنت متحمسة لمشاهدة ”الأشبال” وهم يصعدون إلى “البوديوم”، ولرؤية علم بلدي المغرب يرفرف عاليا في سماء باريس، لكن عندما وصلت إلى بوابة الصحافة فوجئت بالمنع من الولوج، وأخبرني الأمن أنه لا بد من تذكرة لكي أتمكن من الدخول، بالطبع واجهت الأمر بحزم وإصرار شديدين، وأخبرتهم أني لست في حاجة للتذكرة لأني أتوفر على رسالة من ”فيفا” تعفيني منها، إلى جانب أن اعتمادي هو خاص بتغطية مباريات كرة القدم، فكيف يعقل أن يتم منعي من الدخول، فرد علي الأمن أن مباراة النهائي كان الإقبال عليها كبيرا، لذلك تم فرض التذاكر على الصحفيين، حينها فتحت بريدي الإلكتروني لأفاجأ أن بالفعل توصلت برسالة لكي أقوم بحجز مقعدي، لكن للأسف لم أنتبه إليها، وهذا خطأ ليس له عذر، خاصة وأني معتادة على تصفح بريدي بشكل مستمر، لكن غفلت عن الأمر سهوا يومها.

طلبت من الأمن أن يستفسر من جديد، وأن يحاول التواصل مع أحد المسؤولين عن الصحفيين في المركز الإعلامي، وبالفعل قاموا بالاتصال وجاء متطوع ليتبين الأمر، وكرر ما قاله الأمن، لكن أعدت شرح الموضوع له وأن اعتمادي هو لتغطية مباريات كرة القدم، ولدي سبب آخر أهم هو تتويج منتخب بلدي سيكون عقب المواجهة، ولا يجب أن أفوت هذا الحدث تحت أي ظرف كان، وهو ما استجاب له المتطوع وقام بتصوير “البادج” وطلب مني الانتظار.

وأنا أنتظر جاء متطوع آخر وأخبرني الأمر ذاته، وأنه لا مجال لولوج الملعب، لكن لم أتنازل وقلت له دعنا ننتظر زميلك لنرى ماذا سيقول، فرد علي لن يحمل جديدا للأسف وستضطرين للمغادرة لأن هذه هي الأوامر.

لم يلبث المتطوع كثيرا داخل الملعب، وعاد مسرعا إلي يحمل بشرى سارة، وأخبرني أني بإمكاني الدخول، ذهبت مسرعة لأصعد إلى منصة الصحافة لأن المباراة كانت قد انطلقت بالفعل، وعندما وصلت لإحدى البوابات منعت من الدخول هذه المرة، وأخبروني أنه للأسف لا يمكن ذلك لأنها ممتلئة عن الآخر، وأن علي متابعة المباراة من المركز الإعلامي، لأفاجأ أني لست الوحيدة الممنوعة من ذلك، وإنما أيضا الزملاء من الرياضية والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وأيضا من بي إن سبورت.

ماذا تتوقعون مني؟ هل سأجلس في المركز الإعلامي وأتابع المباراة من الشاشة؟ الأكيد أن الإجابة لا قطعا، كل ما كان علي فعله هو تغيير البوابة، قلت للزملاء سأجرب حظي إن نجح الأمر فهو كذلك وإن لم ينجح سأعود إليكم.

ذهبت خلال فترة الاستراحة بين الشوطين إلى بوابة أخرى ودخلت لأجد المتطوع الذي في الصورة أعلاه، فسألني هل كان لديك مقعد قبل الاستراحة، بالطبع كان بإمكاني أن أكذب عليه وعندها لن يلاحظ، لكن أخبرته أنه ليس عندي تذكرة، عندها أخبرني سأسمح لك بالبقاء هنا لدقائق وبعدها يمكنك العودة للمركز الإعلامي، لأن رؤسائي إن لاحظوا وجودك هنا بدون تذكرة سيوبخوني، قلت له بإمكاني الذهاب الآن لكن أريد أن أشاهد تتويج المنتخب المغربي هل ستسمح لي بذلك، فوافق على الأمر دون تردد، عندها سألتني متطوعة أخرى كانت بجانبه هل المنتخب الوطني سيتوج اليوم، قلت لها نعم هل أنت مغربية؟ قالت لي نعم لم أكن أعرف بالأمر، فقال لها المتطوع الآخر كيف لا تعرفين ذلك وأنت مغربية، عندها التفت لها وقلت لها بالداريجة “انت مغربية بنت بلادي وشوفي كيفاش ديري دخليني”، عندها أخبرته هل يمكنك مساعدتها، لأنه كان على ما يبدو رئيسها، فنظر إلي وقال لي لا يمكنني السماح لك بالصعود إلى المنصة لأن من الوارد أن يعود صاحب المقعد الذي ستجلسين عليه، لكن يمكنك الجلوس في مقاعد “VIP”.

يبدو أنه كان مكتوب لي في باريس أن أجلس في مقاعد “VIP” دون تخطيط مسبق وبدون مقابل، في مقاعد دفع أصحابها آلاف الدراهم، وهناك من أراد شراء التذاكر بأي ثمن ولم يجدها، لكن بفضل الله تيسرت لي الأمور، وتمكنت من تغطية لحظات تتويج المنتخب الوطني بالميدالية النحاسية.

في الختام أود توجيه الشكر إلى المتطوعين الثلاثة الذين ساعدوني في مباراة النهائي، الأكيد أنهم لن يروا هذا المقال، لكن على الأقل أشعر بالرضا أني تحدثت عنهم أمامكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى