جمهور الوداد وقع ضحية “البروباغندا”.. سيناريو “الكاس جاي في الصنيديقة” يتكرر بطريقة جديدة بمساعدة بعض المواقع “الزرقاء”
منذ إعلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، عن احتضان ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، لنهائي عصبة أبطال إفريقيا، الذي سيجمع بين الوداد الرياضي والأهلي المصري، في الـ30 من ماي 2022، والأجواء مشتعلة بين الإعلام المغربي ونظيره المصري، ولعبة الفعل ورد الفعل امتدت لأيام، وستمتد إلى حين إجراء المواجهة، وبعدها ستنطلق سيناريوهات جديدة، سنخوض فيها حينها، لأن الأكيد أن حكايات كثيرة ستروى بعد هذا النهائي.
لن أتطرق لموضوع ملعب النهائي، سواء هنا أو في مكان آخر، لأن أرضية الملعب هي من ستحسم في هوية حامل اللقب، آنذاك الطاكتيك الجيد، والتمركز المحكم، له كلمة الفصل في ذلك، ولن أخوض في موضوع “الوطنية” التي يربطها البعض بلعبة خلقت في الأساس للتسلية، والتخوين الذي صدر من أشخاص “قطر بهم السقف على الصحافة” اعتادوا على توزيع شهادات المواطن الصالح والمواطن الطالح، لكن هذه المرة وصلت بهم “الدناءة” لتهييج الجماهير على زملاء لهم في المهنة.. كل هذا لن أتحدث عنه..
ما سأخوض فيه، هو كيف أن المنابر ذاتها، والأشخاص أنفسهم، ينجحون في كل مرة في اللعب بمشاعر جمهور الوداد، ويحترفون “الضحك على الدقون”، من أجل “بوز” أو دريهمات “الترافيك”، أو وطنية زائفة.. هذه المرة استعملوا “تويتة” الدولي المصري السابق محمد أبو تريكة، للعزف على الوتر الحساس وهو الانسحاب، علما أن أي عاقل أو أدنى منه يعلم أنه من سابع المستحيلات أن ينسحب الأهلي المصري، وهو يرى أن الظفر باللقب ليس صعبا، فالحظوظ متكافئة إلى حد ما بين طرفي النهائي، إلى جانب أن الأندية المرجعية لا تخشى مواجهة أي منافس، وهنا نحن نتحدث عن الأهلي المصري، الذي يتوفر على 10 ألقاب في هذه المنافسة.
كل ما يحدث الآن يدخل في خانة الكولسة والحروب النفسية، والجانب المصري محترف جدا في هذا الأمر، ويجيده بشكل يجعله يجر الإعلام المغربي في ملعبه و”يطحنه”، ويستخدمه لنقل تدوينات ومقالات صحفييه ومن يدور في فلك نادي القرن، وبهذا ينتقل الضغط النفسي هنا في المغرب، ويصبح ما يريدون ترويجه هو موضوع الساعة هنا.
بادرت بعض المواقع “الزرقاء” هنا للحديث عن انسحاب الأهلي وكأنه أصبح أمرا واقعا، لا لشيء سوى أن لاعب سابق طالب فريقه السابق بأن ينسحب من المسابقة، بل الأكثر من ذلك وصلوا إلى حد توزيع الغرامات والعقوبات على الأهلي، في مشهد مثير للضحك والسخرية، من قبيل أنه سيمنع من خوض المنافسة لموسمين ويدفع 100 ألف دولار كغرامة، حسب ما تنص عليه لوائح “الكاف”، وهنا الجمهور الودادي يتلقى هاته الأخبار، وينتشي بها وتسعده، مثلما حدث بالحرف عقب نهائي “الفضيحة” في رادس، وحكاية “الكاس للي غادي يجي في صنيديقة”، والعقوبات التي ستفرض على الترجي التونسي بسبب المخالفات، وما إلى ذلك، الأمور ذاتها تتكرر بالطريقة ذاتها ومن المنابر ذاتها.. في مشهد يجسد الاستخفاف بعقول المتابعين في أبهى “كادر”..
رسالتي لجمهور الوداد الحبيب، سأختزلها في مثل مغربي عريق وهو: “تبع كلام للي يبكيك ويبكي عليك وماتبعش كلام للي يضحكك ويضحك عليك”..