مقال رأي.. يقومون بترهيب وابتزاز العصبة بتدويناتهم ولا يحترمون المؤسسات ويتهمون جمهور الرجاء بما يفعلون.. من أنتم؟
منذ تم الإعلان عن التغييرات التي طرأت على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والعصبة الوطنية الاحترافية، عقب اجتماع المكتب المديري برئاسة فوزي لقجع، الإثنين 20 مارس 2023، وحالة من الاستنفار وراءها نقاد ورؤساء أندية، تجندوا جميعا ليظهروا أحقادهم تجاه فريق الرجاء الرياضي، لأنهم ببساطة لم يستسيغوا أن هذه الخطوة نحو التغيير كان وراءها جمهور الأخضر، بالرغم من محاربتهم له ببلاغات تضامن “منافقة ومتملقة” للقجع، وبتصريحاتهم التي تعكس بشاعة أنفسهم، وزعوا من خلالها صكوك الوطنية على من أرادوا ونزعوها عن من أرادوا، في مشهد يضرب حرية التعبير التي يكفلها الدستور المغربي عرض الحائط.
هؤلاء لم يكفهم أنهم شككوا في وطنية جمهور الرجاء فقط، بل ذهبوا أبعد من ذلك، وخرجوا بتدوينات على حساباتهم، وفي “أفيشات” بعض المنابر الإعلامية، ليتهموا أنصار “النسور” بالابتزاز، بين ليلة وضحاها أصبح من يطالب بحقه وبالتغيير نحو الأفضل في هذا البلد السعيد، مبتز، علما أني لا أعلم أين هو الابتزاز في المطالبة بتحكيم نزيه؟ أين الابتزاز في المطالبة بعدم محاباة أندية استفادت من الأخطاء التحكيمية على حساب أندية أخرى؟ في الوقت الذي لم ينتبهوا فيه أنهم هم من يقوم بالابتزاز، يبتزون المؤسسات ويتهموها بأنها خاضعة لجمهور فريق، كان حظه من الأخطاء التحكيمية التي نالت منه واستنزفت نقاطه، وفيرا، يبتزون المؤسسات ولا يحترمون قراراتها، وهم من كانوا يعطون الدروس في احترامها سابقا.
علاقة بما سبق، تراودني أفكار منذ أن تم تسريب وثيقة العقوبات الصادرة في حق نادي الرجاء، والتي جاء فيها حكم بالمنع من التنقل لمبارتين و”ويكلو” لمبارتين، إلى جانب غرامات مالية، سببها إشعال “فيميجين” ومشاجرات في المدرجات وإلقاء مقذوفات، لكن ما استوقفني هو توقيت التسريب، الذي جاء بعد إعلان التغييرات في الجامعة والعصبة، وكيف تم قبل أن يصدر بلاغ في الأمر من اللجنة المركزية للتأديب، هذه العقوبات التي أصدرت حسب ما تم تداوله على خلفية ما وقع في مباراة الأخضر وحسنية أكادير، والجميع تابع كيف تعرض الجمهور الحاضر للتنكيل في الملعب بفيديوهات توثق ما حدث، ناهيك عن أن الفريق ومكوناته والجمهور ظلوا في الملعب إلى ما بعد منتصف الليل، في انتظار أن يتم تأمينهم، لأن الأوضاع خارج أدرار كانت متأججة بعما تم تخريب سيارات تحمل ترقيم الدار البيضاء، ونهبها وتكسير زجاجها..
أعود للحديث عن الأفكار التي تراودني، وسأطرحها كتساؤلات، ماذا لو أن مسرب الوثيقة التي تحمل حكما ظالما وجائرا في حق نادي الرجاء، كان هدفه أن يظهر جمهور الفريق في ثوب المبتز؟ سأوضح، العقوبة كما هو واضح للجميع غير عادلة، للأسباب التي سلف ذكرها، ومن البديهي جدا أن تثور حفيظة الجماهير بعدما تصل إليها المعلومة بطرق ملتوية، وهنا ستحتج عليها، وستواصل تفعيل وسم “لقجع فاسد”، بعدها يخرج عضو جامعي وينفي الأمر ويقول إنه مجرد إشاعة، ساعات بعدها يصدر بلاغ العصبة الاحترافية تقر فيه بإلغاء العقوبات، لأن اللجنة المركزية للتأديب أصبحت تابعة للأخيرة وليس للجامعة، وبالتالي تم الإلغاء.. هنا سيظهر من جديد النقاد والرؤساء الذين يروجون لفكرة الابتزاز، وكأن الموضوع مخطط له من طرف أيادي خفية، تحرك هاته الأصوات، وغايتهم إلصاق هذه التهمة بالجمهور المناضل، بعدما فشلت خطتهم لبأرلى في تجريدهم من وطنيتهم، بسبب إبدائهم لرأيهم.. حرية التعبير التي يكفلها الدستور المغربي، وتعارضها بعض الأقلام والمنابر..