بطولة برو 1

من وجدة إلى الرباط .. عندما لا يعاقب المجرم على جرمه يشعر أنه فوق القانون ولن يتردد في مواصلة ممارسة “ساديته”

انطلقت منافسة البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، في موسمها الجديد، وانطلقت معها الأحداث “الشاذة” التي أصبحت اعتيادية للأسف، من طرف بعض الجماهير، التي لم تجد لها رادع، أو لأنها صارت ترى نفسها فوق القانون، ولا يمكن المس بها، الوقائع ذاتها، ببشاعتها وهمجيتها تتكرر، والاختلاف في الزمان والمكان فقط.

على وقع ما انتهت به البطولة “برو” في موسمها الماضي، من عنف ودموية من طرف مجموعة من جمهور الوداد في وجدة، أمام صمت إعلامي مخز، انطلقت من جديد في الرباط، والبطل نفسه، أولئك الذين ندعوهم نحن الإعلام الجبان بـ”المحسوبين” على جماهير الفريق الفلاني، علما أنهم ليسوا كذلك، بل هم أنفسهم الجمهور، وعلينا أن نقف وقفة مصارحة مع أنفسنا، ونعترف بأننا لا نسمي الأسماء بمسمياتها جراء الخوف.. الخوف من التعرض لاعتداءات جسدية ونفسية، الخوف من التشهير والتنمر، أو الخوف من المعاقبة الخفية السلسلة بالحرمان من الإشهارات، أو بدافع الانتماء.. من جديد يتكرر مشهد وجدة، مجموعة من القاصرين وبينهم من هو أكبر، يعتدون على مواطن أعزل، الفرق أن الرجل “الوجدي” استسلم للتعرض للضرب المبرح دون مقاومة، علما أنه كان واقفا أمام منزله ولم يظهر شريط الفيديو قيامه بأي حركة استفزاوية، لكن “الرباطي” دافع حاول الدفاع عن نفسه بالمتاح أمامه، لكن في النهاية تمت الإطاحة والتنكيل به..

وكالعادة طبعا، خرجت علينا الأصوات المدافعة عن الباطل وعن الهمجية بترويج الأكاذيب، ففي وجدة كانت الرواية أن مقاطع “الفيديو” تعود لسنة 2016، والإعلام المكتوب والمسموع زكى الرواية، بل أبعد من ذلك طالبوا بفتح تحقيق مع الصحفيين الذين تطرقوا للموضوع.. عفوا.. فتح التحقيق معي، لأن “سبورتايم” المنبر الإعلامي الرياضي الوحيد الذي تطرق لأحداث الشغب، والآن عقب شغب الرباط، خرجت روايات عديدة لتبرير العنف، لكن تجدد الصمت الإعلامي، باستثناء قلة، تناولوا الموضوع على استحياء..

بالعودة لشهر يونيو الماضي، تلك المجموعة من جمهور الوداد التي خربت الأملاك الخاصة والحدائق، واعتدت على المواطنين، أفلتت دون عقاب، وإلى الآن ما تزال التحقيقات سارية لكشف عن من قتل الشاب الوجدي صبيحة يوم مباراة الوداد والمولودية، لكن المريب هو عدم إصدار عقوبات من طرف الجامعة الملكية المغربية للكرة، لتجنب تكرر الفعل مجددا، سيقول قائل الأحداث وقعت بعيدة عن الملعب، أتفق تماما، لكن من قام بها؟ أليس هم نفسهم من كانوا يتجهون إلى الملعب؟ وبناء عليه، أليس المنع من التنقل أصبح ضروريا لتجنب تكرار تلك الأفعال الإجرامية؟ ما وقع في العاصمة الرباط أمس السبت 3 شتنبر 2022، هو نتيجة السكوت عن ما وقع في وجدة، حتى أصبحت تلك الشرذمة من المخربين المعتدين تحسب أنها فوق القانون ولا تمس..

في الختام، دعوني أطرح هذا السؤال.. لو كان جمهور الرجاء أو الجيش أو المغرب الفاسي أو حسنية أكادير أو أو وراء تلك الأعمال الإجرامية، هل الإعلام كان سيلتزم الصمت؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى