
“الكورفاسود”: فئة منخرطة هَمُّها الوحيد هو استقطاب اللاعبين للنادي والاسترزاق من عمولات تحت الطاولة
قالوا: كيف تمكن محفوظ من إقناع أغلب المنخرطين؟ الظاهر أن الكولسة وشراء الذمم هي قطب الرحى لفوزه وتمرير مشروعه العشوائي المبني على "پريز" عاري قد يشعل حريقا في أي لحظة
دور المنخرط في جميع أندية العالم بمثابة برلمان يدافعون من خلاله بشراسة عن إرث نواديهم الرياضية، والحفاظ على استمرارية حصد الأخضر واليابس من كل الألقاب الممكنة، والعمل على وضع استراتيجية تدبير محكمة للجانب المالي والتسويقي والكروي، تخلو من أي تصدعات أو اختلالات وتأخذ بعين الاعتبار كل ما يمكن أن يطفو على السطح من ظروف وأزمات حتى ولو كانت استثنائية، ثم لا ننسى دوره في اختيار الرئيس المناسب الذي سيقود السفينة بناءً على مشروع طموح ذو معالم واضحة سيدفع بالنادي إلى الأمام وليس العودة إلى الوراء أو الإرساء في يابسة دون حراك.
لاشك أن هذه السطور قد كتبت مرات ومرات حتى أصبحت لازمة في كل بلاغ موجه للمكتب اللئيم والمنخرطون الجبناء أصحاب الوجوه اللزجة.
لقد ابتلانا الله عز وجل في نادي الرجاء الرياضي ببرلمان مقيت، منخرطين أخِسّاء، همهم هو أن ينهجشوا نسرا تداعى كثيرا من المرض الذي سببوه له، حتى صار مليئا بالأورام المتكلسة، مُنحطون متعطشون للسطلة وحب الظهور ولا يكترثون أبدا، لمصلحة الرجاء، بل يوجهون كل طاقاتهم لإعادة بناء أحلاف أو تمتينها لبسط سيطرة متجددة بدماء نسر يحتضر أو على عتبة الموت.
فئة منخرطة نتنة هَمُّها الوحيد هو استقطاب اللاعبين للنادي والاسترزاق من عمولات تحت الطاولة، كفئران المجاري، حتى إن بطونهم من كثرة فسادهم انفجرت لتترك روائح كريهة في الوازيس وجنباته. لقد تم نخر النادي بحثا عن لقمة عيش مستمرة ورغيدة، فالانخراط السنوي المقدر ب بعشرين ألف درهم بدل أن يعود بالنفع على مالية النادي يتحول إلى استثمار مربح عشرات المرات على صاحبه، ويفتح له أفقا وعلاقات مشبوهة ووسطاء.
لقد ناضل هؤلاء المنخرطين المندسّين ضد كل مساعي تغيير منظومة المنخرط بالرغم من اعترافهم بفشلهم وفشلها؛ لكون الصيغة الحالية، بسومة الانخراط المبالغ فيها؛ تضمن لهم التحكم في مصير نادي الشعب لكن هذه الصيغة ستتغير ستتغير، لا محالة. أما ربط المسؤولية بالمحاسبة فقد ظل شعارا مؤقتا يستخدم زمن انتخاب أيّ رئيس جديد أو مؤقت، وتصفيقهم الحار لمكتب الأندلسي الدنيء خير مثال، فلم تتم مساءلته حول (الملايير) أين صرفت؟ وكيف ولماذا صرفها؟…لكنها، الآن، بقدر ما تتمرغ في الضحالة؛ تستمتع في مجموعات الواتساب الخاصة بالتهكم على الرجاويين والسخرية منهم، على أنهم باقون شئنا أم أبينا، ولن يتزحزوا عن كراسيهم الصدئة.
إنها لأورام سرطانية غزت جسد النادي، واستغلت فجوات تركها رؤساء سابقون منذ بودريقة وما قبله، حسبان، الزيات، الأندلسي القزم، ثم آخرهم أنيس محفوظ الرئيس المتبجح الذليل، الذي كان ضعفه التسييري واضحا في مكاتب سابقة؛ فشِلت في هيكلة النادي، وفي وضع استراتيجية كروية محكمة الإتقان والسيطرة على غرفة الملابس بتنزيل كل العقوبات الممكنة في حق كل عابث مهما كانت موهبته الكروية.
كيف تمكن محفوظ من إقناع أغلب المنخرطين؟ الظاهر أن الكولسة وشراء الذمم هي قطب الرحى لفوزه وتمرير مشروعه العشوائي المبني على “پريز” عاري قد يشعل حريقا في أي لحظة متذبذبة أو متوترة، حريقا ستأكل بلهيبها ماتبقى من روح داخل الرجاء وتترك النادي رمادا.
ككل سنة، الكلمات نفسها، التشخيص نفسه، المنخرطون باختياراتهم هاته، ساهموا في نقش شاهد قبري للرجاء، وها هم الآن منهمكون أحلافا وأفراد في حفر قبر الكيان ودفن تاريخه.
لن يدوم لكم هذا طويلا.