
مركز التفكير “أوميغا”برئاسة أ.سمير شوقي ينجز تقريرا تحت عنوان: كرة القدم الوطنية حصيلة ربع قرن 2000-2025
التقرير يبرز محطات النجاح والإخفاق في مسيرة الكرة الوطنية خلال 25 سنة
أنجز مركز التفكير “أوميغا”برئاسة أ.سمير شوقي، تقريرا تحت عنوان: كرة القدم الوطنية حصيلة ربع قرن 2000-2025، حول حصيلة المنتخبات بكل فئاتها بالإضافة إلى كرة القدم النسائية. كما يتضمن حصيلة الأندية المغربية، في كل المنافسات المحلية و القارية و الدولية.
إليكم التقرير الكامل:
بنهاية الموسم الكروي الحالي نطوي مرحلة تمثل الربع الأول من القرن الحالي، وهي مناسبة لوضع محصلة لكرة القدم الوطنية، بالنسبة للمنتخبات الوطنية وكذلك بالنسبة للأندية الوطنية. الملاحظة الأولية تحيلنا لتناقض في الإنجازات المحصلة بين المنتخبات وبين الأندية رغم التباين الصارخ في الإمكانيات المرصودة. في المنافسات الأفريقية، عجز المنتخب المغربي على الحصول على لقبه الثاني بالرغم من تعبئة كل الظروف من أجل هذا الهدف. بالنسبة للأندية، يمكن اعتبار المشاركات المغربية في المنافسات الخارجية إيجابية عموماً، إذ تمكنت في هذه الفترة من الفوز بكل الألقاب الممكنة إفريقياً وعربياً، رغم أنها أضاعت المباريات نهائية أحياناً في ظروف دراماتيكية كنهاية رادس سنة 2019.
لكن تبقى مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم قطر 2022 هي الشهد والرحيق في الربع قرن الأول من الألفية الثالثة. إنجاز حرّك كل رادارات العالم اتجاه المملكة المغربية.
بالنسبة للهيكلة العامة، لابد من التذكير أن الجامعة الملكية المغربية طورت مراكز اهتمام أخرى ماج المنتخب الأول، وذلك بخلق إدارة تقنية بمواصفات عالمية أخرجت منتخبات الفئات الصغرى من براثن النسيان إلى الواجهة والتميز. وكذلك كان بالنسبة لفروع كرة القدم كانت شبه ميتة ككرة القدم النسوية التي صارت ورقة يُحسب لها داخل القارة، لكن كذلك، وخاصة، كرة القدم في القاعة التي فرضت نفسها في السنوات الأخيرة كعملاق القارة بدون منازع وكواحد من أفضل عشر منتخبات على المستوى العالمي.
في المقابل، تعيش منظومة كرة القدم ككل تناقضاً صارخاً وغير مبرر. هيكلة تنظيمية على مستوى عالٍ من النجاعة، مُواكَبة بإمكانيات مالية هائلة (الأولى إفريقياً) بالنسبة للمنتخبات. في المقابل، أندية وطنية تعيش تدبيراً رياضياً وإدارياً فوضوياً ووضعية مالية هشة بعجز دائم ومتراكم. ورغم كل محاولات التأطير والمراقبة، لازالت الأندية تعيش وضعاً تسييرياً لا علاقة له بالإحتراف المنشود، رغم مرور 13 سنة على المرور من منظومة الهواية لنظام الإحتراف.. المزعوم.
الباب الأول
المنتخبات الوطنية
سجلت المنتخبات الوطنية بمختلف تصنيفاتها نتائج متباينة طغت عليها بشكل لافت خيبات الأمل المتوالية للمنتخب الأول بالرغم من بعض الفلتات الظرفية القليلة. في المقابل، حققت منتخبات الفئات وكرة القدم بالقاعة وكرة القدم النسوية نتائج جيدة وأحياناً مبهرة لم تكن منتظرة.
1- أسود الأطلس
بالنسبة لأسود الأطلس، يمكن أن نقسم الفترة بين 2000 و2025 على ثلاث مراحل. الفترة الأولى بين 2000-2005 والتي طبعها التردد في البداية ثم البناء حول مشروع المدرب بادو الزاكي. فترة تُوجت بالبلوغ لنهائي كأس إفريقيا 2004 بتونس خسرناها أمام البلد المضيف. سنة بعد ذلك، سقط أسود الأطلس في آخر مرحلة إقصائية لكأس العالم 2006 ومرة أخرى أمام منتخب تونس. للأسف، عوض الاستمرار في البناء حول مشروع الزاكي، تم التخلي عن هذا الأخير بحبكة دراماتيكية صادمة. النتيجة كانت مرحلة سوداء راكم خلالها أسود الأطلس كل أشكال الخيبات والهزائم والإقصاءات. وهذا ما جعلنا نعيش المرحلة الثانية التي دامت 12 سنة كلها خيبات.
وقد كان علينا انتظار العام 2017 لنبلغ ربع نهاية كأس إفريقيا ونسجل تأهلاً تاريخياً لكأس العالم روسيا 2018 بعد عشرين سنة من الغياب عن هذه التظاهرة العالمية. كان ذلك نتيجة مقاربة جديدة اعتمدتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مبنية على تكوين نواة المنتخب من نخبة مغاربة الخارج بالأندية الأوروبية. لكن كأس العالم روسيا 2018 كانت كذلك خيبة كبيرة لأن منتخبنا خرج من الدور الأول وفي الرتبة الأخيرة بعد هزيمة مخيبة ضد إيران. وهكذا ضيعنا فرصتين من منافسة واحدة. أولاً، خلق النقلة النوعية التي كانت منتظرة حتى من قبل المراقبين الدوليين. ثانياً، تم التخلي عن المدرب هيرفي رونار وبالتالي تم تكسير سيرورة البناء. لذلك استمر المنتخب الأول في مراكمة الخيبات والخروج المبكر من نهائيات كأس إفريقيا وكأنها لعنة أصابت أسود الأطلس. هل يجب أن نذكر أن هذا المنتخب لم يصل حتى لنصف النهاية منذ 21 سنة، أي منذ منتخب الزاكي 2004؟
بعد سنة 2020، عرف المنتخب المغربي تغييراً هاماً في هيكلته باستقطاب عناصر جيدة، دائماً من مغاربة المهجر. وهذا ما مكن المدرب وحيد هاليلوزيتش من تكوين مجموعة متناسقة حملت كل آمال المغاربة، خاصة بعد تأهلها لكأس العالم قطر 2022. للأسف، مشاكله مع الإعلام الوطني واصطدامه مع الجمهور المغربي سرّع في التخلي عنه. وعلى بعد أربعة أشهر من نهائيات كأس العالم بقطر، مُنحت قيادة المنتخب للمدرب وليد الركراكي، ليكون بذلك أصغر مدرب مغربي قاد المنتخب. ليستطيع هذا المدرب الشاب أن يخلق الحدث بكأس العالم 2022 ويجعل أسود الأطلس يسرقون الأضواء من كبريات المنتخبات العالمية. فقد أقصى منتخبات كبيرة: بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، ويتأهل لنصف نهاية كأس العالم مع منتخبات عملاقة كالأرجنتين وفرنسا وكرواتيا. وحقق بذلك أفضل قوة ناعمة بالنسبة للبلد في الخمسين سنة الأخيرة.
مرت فترة الاحتفالات والسباحة فوق السحاب، وجاءت فترة الاختبار التي ينتظرها الكل، وهي نهائيات كأس إفريقيا 2023 بالكوت ديفوار، التي دخلها منتخب المغرب كالمرشح الأول اعتباراً لتصنيفه الدولي ولإبداعه في كأس العالم قطر 2022. لكن، مرة أخرى، اجتررنا الخيبة وخرجنا من دور الثمن بعد هزيمة قاسية أمام جنوب إفريقيا 2-0. ورغم شدة الانتقادات اتجاه المدرب الركراكي، إعلامياً وجماهيرياً، فقد قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التشبث به ليقود المنتخب المغربي بكأس إفريقيا 2025 التي ستجرى على الأراضي المغربية.
وإذا أردنا تلخيص حصيلة ربع قرن من أداء المنتخب المغربي، فسنُسجّل نهايتين فقط: نهاية كأس إفريقيا 2004 وبلوغ نصف نهاية كأس العالم 2022. حصيلة كارثية ومخيبة.
2- الفئات العُمْرية
إذا استثنينا قوس العام 2005 حيث بلغ أشبال الأطلس، منتخب الشباب، نصف نهاية كأس العالم في مفاجأة مدوية، فإن منتخبات الفئات العمرية بين أقل من 17 سنة وأقل من 23 سنة لم تعرف طفرة نوعية إلا قبل خمس سنوات، أي بداية من 2020. وهكذا يتضح أننا أهدرنا فرصة حقيقية في استثمار إمكانيات كبيرة توفر عليها منتخب الشباب سنة 2005، وأضعنا جيلاً بأكمله كان بإمكانه أن يشكل منتخباً أولاً قوياً بين 2005 و2015، وهي فترة سوداء في تاريخ المنتخب الأول.
وبداية من 2016، بدأت أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تم تدشينها سنة 2010، بتفريخ المواهب التي غذّت أندية وطنية، فيما غادرت المواهب الأكثر بريقاً للخارج. بموازاة مع ذلك، نهجت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نفس الإستراتيجية التي تبنتها بالنسبة للمنتخب الكبار وطبقتها على الفئات العمرية، بجلب مواهب من أصول مغربية التي تمارس بأوروبا. وقد استطاعت منتخبات الفئات أن تضع لها موطئاً بين دول جنوب الصحراء التي تسيطر بالطول والعرض على منافسات الفئات العمرية.
وهكذا استطاع منتخب أقل من 17 سنة أن يتأهل لكأس العالم 2023 ولعب نهاية كأس إفريقيا لنفس السنة والتي خسرها أمام السنغال. ولأن العمل استمر بشكل جدي في هذه الفئة، استطاعت أن تفوز بكأس إفريقيا 2025، في مباراة فاز فيها على مالي بالضربات الترجيحية، وهي نقلة نوعية كبيرة جداً. بالنسبة لمنتخب أقل من 23 سنة، كان قد وصل أول مرة لنهاية كأس إفريقيا سنة 2011، لكنه خسرها أمام الغابون. وانتظرنا حتى العام 2023 لتفوز هذه الفئة بكأس إفريقيا التي نظمت بالمغرب والتي أهلتها للألعاب الأولمبية بفرنسا. وقد تم تعزيز هذا المنتخب بثلاث عناصر من منتخب الكبار هم العميد أشرف حكيمي، والمهاجم سفيان الراحيمي، والحارس منير محمدي، ووقّع منتخب أقل من 23 هذا إنجازاً هاماً بفوزه بالميدالية النحاسية الأولمبية، وفوز مهاجمه الراحيمي بلقب هداف الدورة بتسجيله 8 أهداف، وهي أول مرة بالنسبة لمنتخب عربي.
3- كرة القدم في القاعة
إذا كان هناك نجاح منقطع النظير في كرة القدم المغربية، فهو إنجازات كرة القدم في القاعة. فخلال العشر سنوات الأخيرة، سجلت سيطرة مغربية على إفريقيا وتقدماً ملموساً على الواجهة العالمية. بالنسبة لكأس إفريقيا للأمم، تسيد أسود القاعة بشكل لافت، وذلك بالفوز بثلاث دورات متتالية: 2016، 2020، و2024. على مستوى المنافسات الدولية، فاز منتخب القاعة بدوريات دولية ودية، ووقّع على أداء مميز في كأس العالم 2021 حيث بلغ ربع النهائي وانهزم بصعوبة أمام البرازيل 0-1. وفي كأس العالم 2024، استطاع مرة أخرى بلوغ دور الربع ليبقى دائماً بين الثمانية الكبار. على المستوى العربي، فاز المنتخب المغربي بالدورات الثلاث الأخيرة: 4-0 أمام مصر، و3-0 أمام العراق، و7-1 أمام الكويت.
هذه الإنجازات جاءت نتيجة سياسة الاستمرارية والعمل القاعدي الذي يؤطره المدرب الوطني هشام الدكيك منذ العام 2011، ولكن كذلك بفضل الإمكانات التي وضعتها الجامعة رهن إشارته والتي تتماشى مع الأهداف المسطرة. ويُعتبر الدكيك حالياً واحداً من أفضل مدربي كرة القاعة في العالم، ولا غرْوَ أن يُصنف أفضل مدرب في العالم من طرف “FutsalPlanet”. وفي تصنيف الفيفا للمنتخبات، شهر أبريل 2025، جاء المنتخب المغربي السادس عالمياً ضمن عمالقة اللعبة في العالم.
وبمواكبة الاهتمام الكبير بالمنتخب، فرضت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على أندية الصفوة التوفر على فريق كرة القدم في القاعة بمختلف الفئات لدعم العمل القاعدي لهذه اللعبة وخلق محيط متكامل يدفع اتجاه توهجها. ومن أجل ذلك، وضعت الجامعة رهن الأندية منحاً مالية ودعماً لوجستياً وتنظيماً.
4- كرة القدم النسوية
كانت أولى محاولات إطلاق كرة القدم النسوية بشكل احترافي بين سنتي 1999 و2000 لكنها باءت بالفشل، واقتصرت بعدها الكرة النسوية على بطولة هاوية تسيطر فيها جمعية الجيش الملكي بالطول والعرض وكأنها تلعب وحدها. وانتظرنا حتى بلورت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مخطط التنمية 2020-2024 الذي تم إطلاقه سنة 2019. وقد كان هذا المخطط دافعاً لتحسين مستوى كرة القدم النسوية بشكل لافت. ومن أجل ضمان نجاح هذا المخطط تم تعبئة إمكانيات مالية وتقنية هامة، كانت توازي ما هو مرصود للمنتخبات، ولكن كذلك ما خُصص للأندية من أجل التوفر إجبارياً على فرع كرة القدم النسوية بمختلف الفئات العمرية، مما شكّل نهضة غير مسبوقة في هذه اللعبة وجعل البطولة الوطنية تتحسن مستوى وتنافسية.
فيما يخص المنتخبات، نهجت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نفس سياسة الاعتماد على جواهر مغاربة العالم، لكن مع انتقاء أجود ما توفره البطولة الوطنية، وبصفة خاصة ضمن جمعية الجيش الملكي التي تتقدم على باقي الأندية بعدة سنوات اعتباراً لإمكانياتها وظروف ممارستها.
وبلغ لبؤات الأطلس لأول مرة في التاريخ نهاية كأس إفريقيا للأمم بعدما تخطين منتخبات عريقة مثل نيجيريا خلال دورة المغرب 2022، وانهزمن بصعوبة أمام جنوب إفريقيا. في سنة 2023، شارك المنتخب لأول مرة في كأس العالم بأستراليا حيث حقق إنجازاً تاريخياً وغير مسبوق إفريقياً وعربياً ببلوغه الدور الثاني أمام منتخبات عالمية.
وكان النجاح الآخر في جعبة فئة أقل من 17 سنة التي شاركت لأول مرة في كأس العالم 2024 في دورة.
وبالرغم من هذه الإنجازات المهمة، ما زال هناك عمل كبير ينتظر المنتخب المغربي للفوز بكأس إفريقيا بمختلف الفئات وينقش اسمه ضمن كبار القارة. من أجل ذلك، يجب البدء بدعم شعبية اللعبة، وذلك بتكثيف المواكبة الإعلامية التي توجد حالياً في وضعية مناسباتية. كما يجب العمل على جلب اهتمام الجماهير والاستثمار المستمر في العمل القاعدي.
الباب الثاني
كرة الأندية
أنهت الأندية المغربية القرن الماضي بأحسن صورة عندما فاز نادي الرجاء الرياضي بعصبة أبطال إفريقيا سنة 1999 في نهائي تاريخي بتونس أمام نادي الترجي. وربما كان ذلك فأل خير على الأندية المغربية بخصوص ما ينتظرها في الألفية الثالثة من تألق على المستوى القاري. فيما يخص المنافسات المحلية، نسجل ودون مفاجأة احتكار أكبر ثلاث أندية مغربية: الرجاء الرياضي، الوداد الرياضي، الجيش الملكي، لأغلب ألقاب ربع قرن الأول. لكن لا بد من التذكير بحدوث مفاجأة كبرى ببروز نجم نادي آخر انضم لهذا الثلاثي في الثماني سنوات الأخيرة: النهضة الرياضية لبركان.
1- على المستوى الخارجي
يجب التذكير أنه مع بداية الألفية الثالثة، شارك نادي الرجاء الرياضي في أول نسخة من كأس العالم للأندية البرازيل 2000 بصفته حامل لقب عصبة أبطال إفريقيا. المشاركة كانت مخيبة تقنياً لأنها جمعت ثلاث هزائم أمام بطل آسيا، وبطل ليبرتادوريس، وبطل أوروبا ريال مدريد. في المقابل، سجل التاريخ مباراة كبيرة للرجاء أمام الريال حرمت نتيجتها النادي الملكي من التأهل للدور الموالي لأنه كان بحاجة لفوز بفارق هدفين على الأقل. المباراة انتهت بـ2-3، بينما خرج الرجاء متقدماً في الجولة الأولى 1-0. لا بد كذلك من التذكير أنه في سنة 2000، كانت الأندية المغربية تتوفر على 5 ألقاب عصبة أبطال إفريقيا، فيما كان نادي الأهلي يتوفر على لقب واحد فقط. 25 سنة بعد ذلك، لم تتجاوز حصيلة الأندية المغربية 7 ألقاب، فيما بلغت غلة الأهلي 10 ألقاب، والفرق المصرية 15 لقباً. ولهذه الأرقام دلالات.
على العموم، وأخذاً بالاعتبار تطور الإمكانيات المادية بالنسبة لأندية شمال إفريقيا، فإن الأندية المغربية، وبرغم محدودية ميزانياتها، فقد استطاعت أن تحقق ألقاباً كثيرة، جاءت وراء الأندية المصرية وقبل الأندية التونسية. بالنسبة للمنافسات المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف)، فازت الأندية المغربية بلقبين في عصبة الأبطال، بفضل أداء مميز لنادي الوداد الرياضي بين 2017 و2022. وفازت الأندية المغربية بـ10 ألقاب كأس الكاف (بنسختيه القديمة والجديدة)، كان فيها نصيب نادي الرجاء 3، ونهضة بركان 3، وكل من أندية الوداد، والجيش، والفتح، والمغرب الفاسي بلقب واحد لكل منهم. في كأس السوبر، حصلت الأندية المغربية على 4 ألقاب بواسطة كل من الحَسنية، والرجاء، والوداد، وبركان. في المحصلة، فازت الأندية المغربية في الربع قرن الأول بـ16 لقباً إفريقياً، كانت من نصيب 6 أندية هي: الرجاء (4)، الوداد (5)، بركان (4)، المغرب الفاسي (2)، الجيش (1)، الفتح (1).
لكن كان بالإمكان أن تكون هذه الحصيلة أكبر بالنظر لعدد المباريات النهائية التي خسرتها الأندية المغربية والتي بلغ عددها 9. ففي عصبة الأبطال، خسرت أنديتنا 4 نهايات: الوداد (3) والرجاء (1). وفي السوبر، خسرنا مباراتين: الرجاء (1) وبركان (1). هنا لا نحتسب خسارة نادي الوداد سنة 2022 لأن الفائز كان نادياً مغربياً هو نهضة بركان. بخصوص كأس الكاف، خسرنا 3 نهايات: بركان (2) والجيش (1).
بالنسبة للمنافسات العربية، تحت لواء الاتحاد العربي لكرة القدم والتي تتميز بعدم استمراريتها، لم تفز الأندية المغربية سوى بلقبين لكأس أبطال العرب، وكان اللقبان من نصيب نادي الرجاء الرياضي سنة 2006 وسنة 2021 في نسخته الجديدة والتي حملت في دورة 2021 لقب “كأس محمد السادس”، والتي امتازت بجائزة مالية كبيرة بلغت 6 ملايين دولار.
وفي المنافسات العالمية، شاركت الأندية المغربية في 6 نسخ لكأس العالم للأندية: الوداد (3)، الرجاء (2)، والمغرب التطواني (1). وقد استفادت الأندية الثلاثة بتنظيم النسخ الثلاث بالمغرب (2013، 2014، 2023). ويمكن الجزم بسهولة أنه عدا دورة 2013، التي نظمت بأكادير ومراكش، كانت خمس مشاركات عبارة عن فشل ذريع. ففي المجموع، سجلت الأندية المغربية 10 هزائم في سجل الوداد (6 هزائم من نفس عدد المباريات)، والرجاء (4 هزائم في 7 مباريات)، والمغرب التطواني (هزيمة واحدة في مباراة تمهيدية).
في المقابل، تُسجَّل دورة 2013 بمداد من ذهب وستبقى في السجل الماسي لكرة القدم المغربية، والنهاية التي جمعت الرجاء الرياضي ضد بايرن ميونيخ، الحائز في تلك السنة على كل الألقاب بأوروبا وألمانيا. ولكي يبلغ نادي الرجاء الرياضي المباراة النهائية، كان عليه أن يعبر لقاءات حارقة. اجتاز الدور التمهيدي ضد أوكلند سيتي 2-1 (ياجور والحافظي). في دور ربع النهاية، فاز على بطل أوروبا الشمالية والمكسيك، الفريق العنيد نادي مونتيري، صاحب ميزانية 123 مليون دولار، بعد اللجوء للأشواط الإضافية 2-1 (اشطيبي وكوكو). في نصف النهاية، مباراة المتناقضات بين نادي أتليتيكو مينيرو، بطل البرازيل وأمريكا اللاتينية الحائز على كأس الليبرتادوريس وبنجمه العالمي رونالدينيو وبميزانيته الضخمة 248 مليون دولار، أمام نادي الرجاء الرياضي بميزانية متواضعة: 5 مليون دولار. في هذه المباراة تمرد لاعبو نادي الرجاء على المنطق والتراتبية وتخمينات الإعلام الدولي، ووقّعوا على مباراة للتاريخ أنهاها الخُضر بملحمة 3-1 (ياجور ومتولي ومابيدي). في المباراة النهائية، لم تكفِ شجاعة لاعبي الرجاء أمام الماكينة الألمانية، البايرن، التي هزمت كل خصومها في مختلف القارات تلك السنة. انتهت المباراة 0-2 وبوصافة وميدالية فضية، الأولى عربياً، للتاريخ. ملحمة أشادت بها الفيفا لأن تألق الرجاء جعل دورة المغرب من أنجح دورات كأس العالم للأندية.
2- على المستوى المحلي
عرفت المسابقتين المحليتين، البطولة وكأس العرش، هيمنة ثلاثة أندية، الرجاء، الوداد، الجيش، كما هو مفصل في الجدول المرفق.
ويجب التذكير أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أطلقت نظام الإحتراف انطلاقاً من موسم 2011-2012 لكن ذلك لم يكن مرفوقاً بآليات التأطير والمراقبة والتتبع بخصوص اللعب النظيف ونجاعة التدبير المالي. وقد كان من نتائج هذا التحول ارتفاع مهول للعقود المكلفة للاعبين في غياب أي مراقبة. وانتظرنا إطلاق العصبة الوطنية لكرة القدم الإحترافية لوضع آليات تدقيق الحسابات والتدبير المالي. لكن ذلك لم يمنع أغلب الأندية (باستثناء بعض الأندية المؤسساتية كالجيش و الفتح و اتحاد اتواركة) بالإنفاق بشراهة وأكثر بكثير من إمكانياتها. وهكذا، وخلال العقد الأخير، طغى النقاش العام في كرة الأندية حول الإنتخابات والعقود والنزاعات واستقالة الرؤساء عوض التركيز عن العمل القاعدي والهيكلي. إنها إشكالية حقيقية لم تجد لها الجامعة بعد حلاً نهائياً. ومحاولة تهريب النقاش بعيداً عن الجامعة لا يخدم هاته الأخيرة التي تبقى الوصية الأولى عن كرة القدم الوطنية والهيئة التي تُحسب لها نجاحات الكرة لكن تتحمل كذلك مسؤولية إخفاقاتها. في الواقع، لو طبقت المعايير المحاسباتية والمالية تطبيقاً دقيقاً لكان جل الأندية المغربية في وضع إفلاس مالي.
أ- البطولة الوطنية
في الربع قرن الأخير بين 2000 و 2025 حققت 9 أندية مغربية لقب البطولة المغربية إما عبر فترات مجمعة أو متقطعة:
– الرجاء الرياضي 8 ألقاب: 2000 – 2001- 2004 – 2009 – 2011 – 2013 – 2020 – 2024
– الوداد الرياضي 7 ألقاب: 2006 – 2010 – 2015- 2017 – 2019 – 2021 – 2022
– الجيش الملكي 3 ألقاب: 2005 – 2008 – 2023
– حسنية أكادير بلقبين: 2002 – 2003
– المغرب التطواني بلقبين: 2012 – 2014
– أولمبيك خريبكة: 2007
– الفتح الرباطي: 2016
– اتحاد طنجة: 2018
– نهضة بركان: 2025
ب- كأس العرش
بين 2000 و 2025 حققت 10 أندية لقب كأس العرش مع سيطرة 4 أندية هي الجيش الملكي (6) و الرجاء الرياضي (5) و الفتح الرباطي (4) و نهضة بركان (3) و هذا هو التفصيل :
– الجيش الملكي 6 ألقاب: 2003 – 2004 – 2007 – 2008 – 2009 – 2020
– الرجاء الرياضي 5 ألقاب: 2002 – 2005 – 2012 – 2017 – 2023
– نهضة بركان 3 ألقاب: 2018 – 2021 – 2022
– الفتح الرباطي بلقبين: 2010 – 2014
– المغرب الفاسي بلقبين: 2011 – 2016
– أولمبيك خريبكة بلقبين: 2006 – 2015
– مجد المدينة، الوداد، الدفاع الجديدي، الإتحاد البيضاوي، أولمبيك آسفي : لقب واحد
في محصلة الأندية المغربية بين 2000 و 2025 في كل المنافسات الداخلية و الخارجية، احتكرت عشر أندية مغربية مجمل الألقاب من بين أكثر من ثلاثين نادي شاركوا في بطولة الصفوة منذ العام 2000. وهنا نلاحظ أن 4 أندية فقط حصلت على 50 لقب في الفترة المذكورة مما يؤشر على تفاوت المستويات :
– الرجاء الرياضي: 21 لقب
– الوداد الرياضي: 12 لقب
– الجيش الملكي: 10 ألقاب
– نهضة بركان: 8 ألقاب
وفي الأخير يجب التنبيه أنه إذا كان الموسم الرياضي قد انتهى بإجراء نهاية كأس العرش فإن إجراء مباراة السوبر الأفريقي بين نهضة بركان وبيراميدز الذي سيجرى بعد بضعة أشهر يشكل فرصة لنهضة بركان لرفع غلتها إلى 9 ألقاب في حالة فوزها.