بطولة برو 1

“بورتريه”.. عزيز البدراوي من شاب فقير ولد في التقدم يحلم بارتداء قميص “لاكوست” لمستثمر في 10 دول إفريقية بميزانية ضخمة

المعلومات من صفحة الزميل الصحفي يوسف الساكت

خلق عزيز البدراوي المنخرط الجديد في الرجاء الرياضي لكرة القدم، الحدث، عشية أمس الإثنين 23 ماي 2022، عندما تأكد انضمامه لبرلمان النادي قبل 4 أيام، وإعلانه لبعض المنخرطين عن نيته في الترشح للرئاسة في الجمع العام الانتخابي، الذي سينعقد عقب إسدال الستار على فعاليات الموسم الرياضي الحالي، مع وضع شيك ضمانة يحمل 3 مليار سنتيم، فمن هو البدراوي وما هي خلفيته؟ هذا ما ستكتشفونه من خلال هذا “البورتريه”..

عاش عزيز البدراوي فقيرا في حي التقدم في مدينة الرباط، من أب شارك في الحرب الهندية الصينية مع فرنسا، والتحق بالجيش المغربي قبل أن ينتقل إلى جوار ربه في سنة 1994، لتجد والدته السيدة زازيا نفسها أمام مسؤولية كبيرة، وهي إعالة أسرة بمفردها، شمرت عن ساعديها واشتغلت في المصانع، من أجل توفير المال ليدرس عزيز مع أبناء أغنياء الرباط، وفي المقابل كان متفوقا في دراسته ويحصل على المرتبة الأولى في كل سنة دراسية.

عانى الطفل عزيز من العوز الشديد في طفولته، وكذلك الأمر بالنسبة لإخوته، لدرجة أنه كان يحلم بارتداء قميص “لاكوست” الذي كان دارجا آنذاك، لكن لم يستطع الحصول عليه نظرا للفقر الشديد، لكن عندما احتاج زيا من أجل عرض مسرحي، قامت والدته ببيع حلق، وهي قطعة الذهب الوحيدة التي كانت تمتلكها، وذهبت برفقة والده لشراء الزي في أحد أسواق العاصمة الرباط، لكن الذكرى الجميلة التي يحتفظ بها البدراوي إلى اليوم في منزله، هو اقتناء والده للوحة تشكيلية للورود بـ50 درهما بعدما أصر على الحصول عليها.

اجتهد البدراوي منذ طفولته في الدراسة، ليواصل تعليمه العالي في مدينة فاس، إلى أن نال شهادة الدكتوراه في البيئة، لينطلق بعدها من الصفر، فهو عصامي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، إذ تمكن من الحصول على منصب مهم في شركة كبيرة، لكن في الوقت ذاته قام بإنشاء مقاولته الخاصة التي أطلق عليها اسم “أوزون”، وكانت البداية بـ5 عاملات نظافة فقط، من بينهم أخته السعدية، التي أصرت أن تساعده في مشروعه، فيما تولى أخوه مهمة إدارة الشركة.

احتاج البدراوي في بداية مشروعه، لأموال كثيرة كي يستطيع منافسة الشركات الأجنبية الكبرى، التي كانت تسيطر على هذا المجال آنذاك، وحاول الحصول على قروض بنكية في مناسبات عديدة، غير أن جميع محاولاته باءت بالفشل، لكنه لم يستسلم للأمر، ليقدم على خطوة كانت نقطة التحول في حياته، وهي وضع العقار الوحيد الذي يملكه كضمان من أجل الحصول على قرض، ليتمكن من المشاركة في العرض الذي أعلنت عنه بلدية بوزنيقة، وكانت هذه الانطلاقة الحقيقية لمشروعه الذي تجاوز نجاحه المغرب، وامتد ليشمل 10 دول إفريقية.

كان حلمه هو أن يحقق لأسرته كل شيء تمنوه، خاصة والدته السيدة زازيا التي ارتبط بها روحيا وعاطفيا بشكل كبير، ما جعله يطلق على “الهولدينغ” التي يملكها اسمها، أما بخصوص هواياته، فالأولى هي ممارسة كرة القدم مع قدماء أصدقائه في حي التقدم، أما الثانية فولعه بتربية أجود أنواع الأبقار في ضيعته بمنطقة الزيايدة، وفاء لروح والده المنحذر من منطقة الشاوية، كما اتجه أيضا لتربية الإبل والجمال، لكن ما يعرف عنه هو أنه مهووس بالنجاح منذ صغره، ولم يسبق له أن دخل في مغامرة إلا ونجح فيها وحقق فيها إنجازات، لذلك فاختياره للترشح لرئاسة الرجاء لم يكن اعتباطيا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى